رئيسي يرفض دعوة ماكرون لتهدئة في لبنان واليمن
الرئيس الفرنسي حثّ طهران على الابتعاد عن موسكو والتفاوض مباشرة مع واشنطن على «النووي»
رفضت إيران دعوة فرنسية للعب دور في التوصل إلى تهدئة إقليمية خصوصاً في لبنان واليمن، وذلك خلال اتصال بين الرئيسين إبراهيم رئيسي وإيمانويل ماكرون، تطرق كذلك إلى الملف النووي، ودعا خلاله ماكرون نظيره الإيراني إلى الدخول بمفاوضات نووية مباشرة مع واشنطن.
أكد مصدر مقرب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الاتصال الذي جرى، أمس، بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول المفاوضات النووية، حيث شدد الأخير على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة أميركية ـ إيرانية، وقال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدة لأن تقدم امتيازات على طاولة المفاوضات المباشرة، وعلى طهران الاستفادة من هذه الفرصة قبل الانتخابات النصفية للكونغرس، التي قد تغير التركيبة السياسية في الولايات المتحدة.وبحسب المصدر، طلب الرئيس الفرنسي من طهران الابتعاد عن روسيا وعدم التعويل عليها، وبالعكس العمل على حل الخلافات مع الغرب، مؤكداً أن موسكو «يمكن أن تبيع إيران بثمن زهيد جداً مقابل أي تنازل قد تحصل عليه في أوكرانيا»، واقترح أن يتفاوض الأوروبيون مع بايدن للموافقة على أن تزيد إيران صادراتها من الغاز الطبيعي والنفط إلى تركيا ومن هناك إلى أوروبا كأحد إجراءات بناء الثقة في حال تعرضت الإمدادات الروسية إلى أوروبا لأي انقطاع بسبب حرب أوكرانيا. وأوضح المصدر أن ماكرون تطرق أيضاً للموضوع اللبناني وطالب من إيران الحد من عدوانية حزب الله ضد دول الخليج وإبداء انفتاح على المبادرة الكويتية، لكن رئيسي اعتبر أن المطالب الخليجية تقترح نزع سلاح حزب الله وهذا غير مطروح للنقاش.وكذلك رفض الرئيس الإيراني حسب المصدر دعوة ماكرون له للضغط على المتمردين الحوثيين لوقف تصعيدهم ضد الإمارات، وإظهار بادرة حسن نية بشأن اليمن للسعودية ليعود البلدان الى جولات الحوار المتوقفة بينهما منذ سبتمبر، قائلاً، إن حل الأزمة اليمنية ليس بيد طهران. وتطرق الاتصال الى الملفين السوري والعراقي والأوضاع في أفغانستان.
وأفاد قصر الإليزيه، في بيان أمس، بأن الرئيس الفرنسي، أكد «ضرورة تسريع» الجهود من أجل تحقيق تقدم في المفاوضات الرامية لإعادة القيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أعرب عن قناعته بأن «حلاً دبلوماسياً يبقى ممكناً وواجباً» بشأن إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.وشدد ماكرون على أن أي اتفاق سيتطلب التزامات واضحة وكافية من جميع الأطراف، مشيراً إلى «ضرورة تسريع المفاوضات للتوصل سريعاً إلى تقدم ملموس».وذكرت الرئاسة الفرنسية، أن ماكرون ورئيسي «ناقشا قضايا إقليمية، خصوصاً الوضع في لبنان والأمن في الخليج».وأضافت أن ماكرون «دان بشدة الهجمات الأخيرة التي استهدفت الإمارات»، فيما «اتفق رئيسا الدولتين على ضرورة إيجاد حلّ سياسي للنزاع في اليمن». وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون طالب رئيسي مجدداً بـ«الإفراج الفوري» عن الباحثة الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه، والسائح الفرنسي بنجامان بريير الذي حُكم عليه الثلاثاء الماضي بالسجن 8 سنوات و8 أشهر، بعد إدانته بـ«التجسس» و»الدعاية» ضد النظام الإيراني، كما أفادت وكالة «رويترز».من جهته، كرر الرئيس الإيرني المطالبة برفع العقوبات وتوفير ضمانات في المباحثات النووية. وطالب رئيسي بأن يبذل «الطرف المقابل» جهوداً للتوصل للاتفاق، قائلاً «إن بلاده عازمة على التوصل لاتفاق مستدام».يذكر أن العديد من الدبلوماسيين الغربيين، لاسيما الأوروبيون المشاركون في المفاوضات التي انطلقت بجولتها الثامنة في ديسمبر الماضي، كانوا حذروا خلال الأيام الماضية طهران من أن الوقت ينفد أمام إعادة إحياء الاتفاق الموقع عام 2015. كما أشاروا إلى أن منتصف فبراير المقبل قد يكون الموعد النهائي لمحاولة إعادة الرئيس الأميركي جو بايدن التزام واشنطن بالاتفاق الذي قيّد البرنامج النووي الإيراني.في غضون ذلك، انتقد المرشد الإيراني، علي خامنئي، حكومتي أحمدي نجاد وحسن روحاني على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية في طهران.وقال خامنئي، في تصريحات أمس، إن إحصاءات الاقتصاد الكلي للبلاد، بما في ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي وتكوين رأس المال والتضخم وزيادة السيولة، خلال العقد الماضي، كانت «غير مرضية».وأضاف: «لو كان المسؤولون الحكوميون أكثر تعاوناً خلال هذه السنوات، لكنا قد حصلنا على مزيد من الإنجازات».وتابع: «أكرر دائماً أنه لا ينبغي جعل اقتصاد البلاد وأنشطتها الاقتصادية، رهناً لشيء لا نملك إزاءه خياراً».وجدد المرشد الإيراني إلقاء اللوم على الغرب بتدهور الوضع المعيشي في إيران. وقال إن «هدف الأعداء يكمن في انهيار الاقتصاد الإيراني كمقدمة لوضع الشعب في مواجهة مع نظام الجمهورية الإسلامية».وكان معدل التضخم، الذي بلغ 35 في المئة في عهد نجاد، قد وصل إلى 44 في المئة في عصر روحاني. كما كان النمو الاقتصادي سلبياً لسنوات عديدة في عهد نجاد وروحاني.وبدأ الارتفاع الحاد في سعر الدولار مع حكومة نجاد، وزاد 10 أضعاف في السنوات الأخيرة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.في هذه ذلك، رأى نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري علي فدوي أن الولايات المتحدة تسعى لتكوين «قوة ردع» ضد طهران بسبب خطواتها القوية التي حققتها منذ إسقاط نظام الشاه عام 1979.
طهران - فرزاد قاسمي
خامنئي ينتقد حكومات روحاني ونجاد... وإصابة 30 نائباً بالبرلمان الإيراني بفيروس كورونا