أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أن بلاده تدعم احتياجات الإمارات الأمنية وتسعى إلى تعزيز العلاقات الإقليمية، في مستهل أول زيارة من نوعها للدولة الخليجية، أمس التي تنتهي اليوم، في وقت تحاول القوى العالمية إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وبحث هرتسوغ الأمن والعلاقات الثنائية مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

Ad

وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران دولة الإمارات مرتين بطائرات مسيرة وصواريخ خلال الأسبوعين الماضيين.

ووفقاً لرسالة نشرها هرتسوغ، الثلاثاء الماضي، عرضت إسرائيل في 18 يناير دعماً أمنياً ومخابراتياً للإمارات في مواجهة هجمات الطائرات المسيرة في أعقاب الهجوم الحوثي.

وقال الرئيس الإسرائيلي خلال اجتماعه مع بن زايد، إن إسرائيل تدين أي اعتداء يستهدف سيادة الإمارات وأمنها، مجدداً تأييد بلاده لما تتخذه الإمارات من إجراءات في سبيل المحافظة على أمنها في ظل هجمات الحوثيين الأخيرة.

وتابع: «أود أن أؤكد أننا نؤيد تماماً متطلباتكم الأمنية وندين أي اعتداء على سيادتكم من الجماعات الإرهابية. نحن هنا معاً لإيجاد السبل والوسائل لتحقيق الأمن الكامل للأشخاص الذين يسعون إلى السلام في منطقتنا».

وشدد الرئيس الإسرائيلي على أن «رسالة السلام تشكل حجر الأساس في علاقات إسرائيل مع الإمارات»، لافتاً إلى أن زيارته إلى الإمارات «تبعث رسالة إلى شعبي الدولتين والمنطقة ككل مفادها بأنه ينبغي استمرار اتفاقات إبراهيم ويتعين على المزيد من الدول الانضمام إلينا في هذا المسعى».

وقال: «نبعث رسالة إلى كل المنطقة بأن هناك خياراً هو السلام والتعايش وأن أبناء وبنات إبراهيم بإمكانهم العيش جنباً إلى جنب في وئام وسلام لمصلحة الإنسانية قاطبة».

بدوره، شكر ولي عهد أبوظبي إسرائيل على موقفها إزاء الهجمات على الإمارات، مشدداً على أن هذا الموقف «يجسّد الرؤية المشتركة بين الدولتين تجاه مصادر التهديد للاستقرار والسلام الإقليميين وضرورة التصدي لها واتخاذ موقف دولي حازم ضدها».

وأكد بن زايد أن العلاقات بين الإمارات وإسرائيل تمضي قدماً بكامل قوتها، لافتاً إلى وجود «إرادة مشتركة وقوية لتقويتها لمصلحة بلداننا وشعوبنا».

وقال: «اتفاقات إبراهيم كانت بمنزلة تحوّل تاريخي كبير جسّد نهج السلام الذي تؤمن به دولة الإمارات»، مضيفاً أن إبرام هذه الاتفاقات «مهّد الطريق نحو تعزيز شراكات الدولتين» لاسيما في مجالات التكنولوجيا والابتكار والصحة والطاقة وغيرها.

وأكد ولي عهد أبوظبي أنه ناقش مع الرئيس الإسرائيلي العلاقات الثنائية وأهمية الاستفادة من الفرص المتنوعة في البلدين لتعزيز هذه العلاقات في ظل الرغبة المشتركة في بناء جسور التعاون والصداقة، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وجرت للرئيس الإسرائيلي لدى وصوله إلى «قصر الوطن» في أبوظبي مراسم استقبال رسمية بحضور مسؤولين إماراتيين حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة هرتسوغ. والتقى هرتسوغ فور وصوله وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

ومن المفترض أن يزور هرتسوغ معرض «إكسبو دبي» اليوم، لحضور يوم مخصص لإسرائيل في جناح الدولة العبرية، على أن يلتقي كذلك بمجموعات يهودية في الدولة الخليجية. وقد يجتمع خلال زيارته لدبي بحاكم الإمارة رئيس الحكومة الشيخ محمد بن راشد.

وإضافة إلى زوجته، يرافق هرتسوغ في زيارته التي تستمر إلى اليوم، وفداً يضم عدداً من كبار المسؤولين في إسرائيل وأمير هايكر، السفير الإسرائيلي لدى الإمارات.

وكتب هرتسوغ الذي يشغل منصبا فخرياً، على «تويتر» بعيد وصوله على متن الطائرة التي عبرت الأجواء السعودية «نبدأ اليوم أول زيارة لرئيس لدولة إسرائيل لدولة الإمارات العربية المتحدة. تأثرنا كثيراً بحفاوة الاستقبال في أبوظبي مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان».

وكان قد أعرب قبل مغادرته عن سعادته للزيارة، قائلاً: «نشعر بالغبطة لأنّنا نصنع التاريخ هذا الصباح. أسافر الآن مع زوجتي ميخال لزيارة تاريخية للإمارات»، مؤكدا أن «هذه الزيارة تحمل بشرى السلام بين الشعوب ولعموم الشرق الأوسط». من جهته، قال السفير الإماراتي لدى إسرائيل محمد الخاجة على»تويتر»، أمس الأول، إن الزيارة «كانت مجدولة مسبقًا بتاريخ 9 يناير وتم تأجيلها لظروف كورونا».

وتابع «نتطلع لهذه الزيارة التاريخية التي ستعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين إذ 1نسعى لتوقيع اتفاقيات اقتصادية و تجارية مهمة بين البلدين في المستقبل القريب».

ووصف السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدز، زيارة هرتسوغ إلى الإمارات بـ «التاريخية»، مضيفاً في تغريدة على «تويتر»: «هذه هي الدبلوماسية». وفي غزة، دانت حركة «حماس» استقبال الإمارات لهرتسوغ، مجددة المطالبة بوقف كافة أشكال التطبيع العربي مع تل أبيب.