رفضت إيران دعوة فرنسية للعب دور في التوصل إلى تهدئة إقليمية، خصوصاً في لبنان واليمن. وكشف مصدر مقرب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لـ«الجريدة»، أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، طلب منه في اتصال جرى بينهما أمس، الضغط على المتمردين الحوثيين لوقف تصعيدهم ضد الإمارات وإظهار بادرة حسن نية بشأن اليمن للسعودية؛ ليعود البلدان إلى جولات الحوار المتوقفة بينهما منذ سبتمبر، لكن رئيسي قال، «إن حل الأزمة اليمنية ليس بيد طهران».
وبحسب المصدر، تطرق ماكرون أيضاً، في الاتصال الأول من نوعه بين الرجلين، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية والإمارات، للملف اللبناني، وطلب من إيران الحد من عدوانية حزب الله ضد دول الخليج وإبداء انفتاح على المبادرة الكويتية، لكن رئيسي اعتبر أن المطالب الخليجية تقترح نزع سلاح حزب الله، وأن هذا أمر غير مطروح للنقاش.من ناحية أخرى، قال المصدر، إن ماكرون شدد على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة أميركية ـ إيرانية، وقال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدة لتقديم امتيازات على طاولة المفاوضات المباشرة، وعلى طهران الاستفادة من هذه الفرصة قبل الانتخابات النصفية للكونغرس، التي قد تغير التركيبة السياسية في الولايات المتحدة.وبحسب المصدر، طلب ماكرون من طهران الابتعاد عن روسيا وعدم التعويل عليها، مؤكداً أن موسكو «يمكن أن تبيع إيران بثمن زهيد جداً مقابل أي تنازل قد تحصل عليه في أوكرانيا»، واقترح أن يتفاوض الأوروبيون مع الرئيس بايدن للموافقة على أن تزيد إيران صادراتها من الغاز الطبيعي والنفط إلى تركيا، ومن هناك إلى أوروبا كأحد إجراءات بناء الثقة في حال تعرضت الإمدادات الروسية إلى أوروبا لأي انقطاع بسبب حرب أوكرانيا.