اتهمت روسيا بريطانيا بالتحضير لهجوم اقتصادي ضد شركاتها بواسطة مشروع عقوبات على خلفية الأزمة حول أوكرانيا، وذلك قبيل مباحثات هاتفية بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن، ستأتي بعد ساعات من اجتماع لمجلس الأمن طلبته واشنطن لبحث للتوتر المتواصل حول أوكرانيا منذ اسابيع فيما بدا أن احتمال الحرب العسكرية قد انحسر لمصلحة الحرب الاقتصادية. ووصف الناطق باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، تلويح حكومة بوريس جونسون المحافطة بالإعداد لقانون يمكنها من فرض عقوبات على أي شركة تمثل مصلحة لـ "الكرملين" والنظام الروسي، بأنه "هجوم مفتوح ضد قطاع الأعمال"، متوعداً بالرد إذا لزم الأمر.
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، عن القانون قبيل زيارة مرتقبة إلى أوكرانيا ومن ثم إلى موسكو، بعد أن أشارت تقارير الى أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذّروا لندن من تساهلها المالي مع موسكو قد يقوض العقوبات غير المسبوقة التي يهدد بها الغرب في حال أقدمت موسكو على غزو أوكرانيا. وتُتَّهم السلطات البريطانية منذ سنوات بغضّ النظر عن مصدر قسم من الأموال الروسية المتدفقة إلى لندن، والملقبة أحياناً بـ "لندنغراد"، وهي أموال يشتبه أن تكون أحياناً نتيجة فساد أو نشاطات إجرامية ومستخدمة لأغراض النفوذ من قبل شخصيات تعمل لحساب "الكرملين".وتُقدَّر قيمة العقارات المملوكة من روس متهمين بالفساد أو مرتبطين بـ "الكرملين" في المملكة المتحدة بـ 1.5 مليار جنيه (1.8 مليار يورو)، بحسب "منظمة الشفافية الدولية".وكشفت صحيفة فاينانشيال تايمز، أمس، أن إدارة بايدن أعدت لفرض عقوبات ضد أعضاء مجالس إدارات الشركات الحكومية الروسية، بينما كشف الاتحاد الأوروبي أن العقوبات التي يهدد بفرضها قد تطول الروس المقيمين في دول الاتحاد.وفي حين أعلن "الكرملين"، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيعلق على الرد الأميركي ورد "ناتو"، على المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية، "عندما يعتبر ذلك ضرورياً"، شدد وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا على أن "الدبلوماسية هي النهج الوحيد" لحل الأزمة.وأضاف: "في حال كان المسؤولون الروس جادين عندما يقولون إنهم لا يريدون حربا جديدة، فيجب على روسيا مواصلة المشاركة الدبلوماسية وسحب القوات العسكرية التي حشدتها على طول حدود أوكرانيا". وأعلنت "الداخلية" الأوكرانية، أمس، اعتقال مجموعة من الأشخاص يشتبه في أنهم يخططون لأعمال شغب في العاصمة كييف ومدن أخرى لزعزعة الاستقرار، بينما اتهم رئيس "جمهوريّة لوهانسك"، إحدى المناطق التي أعلن انفصاليو الدونباس انفصالها عن أوكرانيا دول الغرب بإرسال مرتزقة إلى أوكرانيا تحت ستار تّدريب الجيش الأوكراني. واتهمت تقارير إعلامية موسكو بتجنيد سوريين لإرسالهم للقتال في أوكرانيا. وبعدما نشرت منظومات دفاعية صاروخية بينها S400، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "وحدات الدائرة العسكرية الشرقية، بدأت بنشر مراكز قيادة ميدانية متنقلة في ميادين التدريب في بيلاروسيا، في إطار اختبار قوات الرد الاتحادية".وبعد تزويد كل من واشنطن ولندن وأنقرة أوكرانيا بأنواع مختلفة من السلاح والعتاد العسكري، أعلن رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، بافيل سولوخ، أمس، أن بلاده قررت تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، من دون أن يحدد أنواع تلك الأسلحة. إلى ذلك، حضّ وزير الخارجية البولندي، زبيغنيو راو، ونظيرته الإستونية، إيفا ماريا ليمتس، خلال مؤتمر صحافي مشترك في تالين، أمس، "ناتو"، على مواصلة التماسك أمام التعزيزات العسكرية الروسية.
دوليات
أوكرانيا: الحرب الاقتصادية تتقدم على «العسكرية»
01-02-2022