في ثالث اعتداء من نوعه هذا الشهر، وبالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأولى إلى الدولة الخليجية، تصدت الدفاعات الجوية الإماراتية لصاروخ بالستي أطلقه متمردو جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن باتجاه أراضيها.

وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، في بيان أمس، أنه تم اعتراض الصاروخ وتدميره بعد 20 دقيقة من منتصف ليل الأحد ـ الاثنين. وأضافت أن بقايا الصاروخ سقطت في منطقة غير مأهولة بالسكان، مؤكداً عدم وقوع أي خسائر جراء الهجوم الإرهابي. ولاحقاً، كشفت الوزارة عن تدمير المنصة التي أطلِق منها الصاروخ في اليمن.

Ad

وقالت: «نجحت قواتنا الجوية وقيادة تحالف دعم الشرعية في تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية»، مشدّدة على أنّها «على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من الاعتداءات».

ونشرت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية مقطع فيديو يظهر تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ بمحافظة الجوف اليمنية.

وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني، في بيان، أن الحركة الجوية في الدولة «تسير بالشكل المعتاد وتجري عمليات تشغيل جميع رحلات الطيران بشكل طبيعي، ولا يوجد تأثير على الرحلات والمطارات نتيجة اعتراض الصاروخ البالستي».

ووصف المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش الهجمات بأنها «استفزازات لا طائل من ورائها».

وقال قرقاش عبر «تويتر»: «مصممون على أهدافنا ورؤيتنا الاستراتيجية نحو المساهمة في بناء منطقة مستقرة ومزدهرة للجميع، واستفزازنا لن يجدي نفعاً».

وأضاف:«نحن لا نرى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن أمننا وسيادتنا الوطنية. ومخطئ من يمتحن الإمارات».

إدانات واسعة

في هذه الأثناء، دانت عدة دول ومنظمات في مقدمتها الكويت والسعودية والأردن والبحرين ومصر والولايات المتحدة الاعتداء الحوثي على الإمارات.

وأكدت وزارة الخارجية، أن الكويت تدين وتستنكر بأشد العبارات استمرار محاولات الميليشيات الحوثية، بسلوكها العدواني الجبان، استهداف الإمارات بصاروخ بالستي.

‏وقالت الوزارة، في بيان، إن استمرار هذه الممارسات الإرهابية وما تشهده من تصعيد يستهدف المدنيين والمناطق الآمنة في الإمارات واستقرار المنطقة يؤكد تجاهل الميليشيات الحوثية للجهود الدولية وإصراراً على ‏انتهاك قواعد القانون الدولي والإنساني يتطلب تحرك المجتمع الدولي السريع والحاسم لردع هذه التهديدات ومحاسبة مرتكبيها.

واختتمت وزارة الخارجية بيانها بالتأكيد على وقوف الكويت إلى جانب الإمارات وتأييدها في كل ما تتخذه من اجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها.

كما دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عبر «تويتر»، «الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير على أبوظبي. بينما يقوم رئيس إسرائيل بزيارة إلى الإمارات لبناء الجسور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الحوثيون إطلاق هجمات تهدد المدنيين».

وفي وقت يمثل الهجوم الصاروخي الجديد تصعيداً من الميليشيات الحوثية، التي تعرضت لانتكاسات ميدانية في محافظتي شبوة ومأرب، مع تقدم قوات «ألوية العمالقة» المدربة والمنظمة من قبل الإمارات، العضو الرئيسي بـ»التحالف» الذي تقوده السعودية، زعم المتمردون اليمنيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع أنهم أقدموا على «ضرب أهداف نوعية وهامة في إمارة أبوظبي بعدد من صواريخ ذوالفقار البالستية، وأهداف حساسة في إمارة دبي بعدد من طائرات صماد 3».

وجدد المتمردون تحذيرهم لـ»المواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة».

والاثنين الماضي، أعلنت أبوظبي أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع على مقتل 3 أشخاص في هجوم بـ»درون» وصواريخ على أبوظبي.

إيران تبرر وتهدد

إلى ذلك، غيرت إيران لهجتها تجاه الهجمات على الإمارات بعد أن اكتفت بالصمت عند الهجوم الأول، واعتبرت أن العمليات العسكرية لا تقدم أي حل في تعليقها الهجوم الثاني، موجهة هذه المرة تهديداً إلى الإمارات.

وربط المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة بين زيارة هرتسوغ الى الإمارات والهجوم الصاروخي الحوثي، وقال في مؤتمر صحافي في طهران، أن «الدول التي تساعد إسرائيل على خلق الأزمات ومواصلة العنف والإرهاب يجب أن تدرك أنها ستكون أولى ضحايا التطبيع».

زيارة هرتسوغ

إلى ذلك، قال الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أمس، خلال زيارته إلى معرض «إكسبو دبي 2020» إنه يأمل أن «تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات وتلحق بركب التطبيع مع إسرائيل»، مؤكداً أن إسرائيل تعمل مع إدارة الرئيس جو بايدن لتوسيع «اتفاقات إبراهيم». وأجرى هرتسوغ مشاورات تناولت المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية مع حاكم دبي محمد بن راشد الذي استقبله في معرض إكسبو.

وأكد بن راشد أن مشاركة إسرائيل إلى جانب أكثر من 190 دولة في المعرض «تفتح مجالات عدة للتعاون، حيث يسعى الحدث العالمي لرسم الطريق لمستقبل أفضل قائم على التعايش السلمي بين الشعوب».