تقول القاعدة إنه في فترات التعقيد السياسي، تصبح السيناريوهات الأمنية متقدمة أكثر، من هنا تُستحضر المخاوف الأمنية في لبنان، المعروف بأنه بلد مفتوح على أجهزة استخبارية مختلفة، وأنه غالباً ما تنعكس عليه تداعيات لتطورات إقليمية ودولية، وتخاض في ساحته بـ «الحديد وبالنار» محطات مختلفة من التفاوض الإقليمي.

وفيما يقبع لبنان في أزمة سياسية داخلية وتدهور لعلاقاته الدولية والعربية، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية السحيقة تتنامى الأخبار الأمنية، إذ سجلت الساعات الماضية، الإعلان عن كشف اختراقات تجسسية لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (الموساد) في الجنوب، واختراقات لتنظيم «داعش» في الشمال.

Ad

وتقول مصادر أمنية متابعة لـ«الجريدة»، إن الشبكات الإسرائيلية التي تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف عدد من عناصرها، تعتبر من الأخطر منذ سنوات، بينما لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف المهمات التي أوكلت لعناصرها، وإذا كان هناك أي صلة لهم بسلسلة التفجيرات الأخيرة، وبينها تفجير مخزن عسكري لحركة حماس في مخيم البرج الشمالي في صور وتفجيرات غامضة في الجنوب والبقاع استهدفت مراكز ومواقع لحزب الله، إضافة الى التفجيرات المتنقلة في مناطق جنوبية محسوبة على حزب الله في السنتين الماضيتين.

وتقول المعلومات الأمنية، إن أحد الموقوفين قريب من «حماس»، وتم رصد حركة اتصالات له، تشير إلى وجود علاقة بينه وبين تفجير مخيم البرج الشمالي. كذلك هناك موقوف آخر محسوب على «حزب الله» وهو أحد عناصر الحزب وكان سابقاً في عداد مقاتلي الحزب ومسؤوليه في سورية.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن «الجريدة» كانت أول من أشار إلى وجود تحقيقات يجريها حزب الله لمعرفة إذا كان هناك اختراق أمني في صفوفه بعد التفجير، الذي وقع الشهر قبل فترة بين بلدتي حومين ورومين في الجنوب.

وتكشف مصادر أمنية متابعة، أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت من تفكيك 17 شبكة تجسس، وتوقيف العناصر المتورطين والتحقيق معهم لكشف المزيد من المعطيات، وإذا كان هناك خلايا أخرى لا تزال غير مكشوفة، تؤكد المعلومات أن طريقة عمل هذه الشبكات منفصلة بعضها عن بعض، وهم لا يعرفون بعضهم، وبينهم من له مهمات تتعلق بالاتصالات، والبعض الآخر مهمته جمع المعلومات عن مواقع ومناطق جغرافية، وعقارات.

جاء ذلك، فيما استهدفت رشقات من الصواريخ الإسرائيلية آتية من اتجاه رياق شمال شرقي لبنان، مراكز عسكرية ومخازن أسلحة في محيط دمشق.

وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن القصف طال مواقع ومستودعات لـ «حزب الله» اللبناني في محيط مدينة القطيفة الواقعة في منطقة القلمون الشرقي شمال شرقي العاصمة دمشق.

كما أوضح أن 5 انفجارات على الأقل سمعت في القطيفة، تبعها اندلاع حرائق في مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة للحزب.

ولا ينفصل هذا الواقع الأمني الداهم والمستجد عن زيادة أعداد الشبان اللبنانيين الذين غادروا لبنان والتحقوا بتنظيم داعش قبل فترة، وقد قتل على الأقل 3 منهم في العراق. هذا الأمر يطرح الكثير من التساؤلات حول كيفية تهريب هؤلاء الشبان اللبنانيين إلى العراق، والذي تم تهديدهم وتخويفهم بأنه سيتم توقيفهم من قبل الأجهزة الأمنية، وهنا لا بد للتحقيقات أن تتكثف أيضاً لكشف هذه الخلايا والشبكات التي تعمل على تجنيد هؤلاء الشبان. وما الغايات وراء ذلك. كلها تطورات أمنية تضع لبنان على فالق خطر.

منير الربيع