قادماً من الكويت حيث شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين استضافهم وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، أجرى وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، أمس، زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، ونظيره فيصل المقداد، في ثاني زيارة لوزير خارجية خليجي إلى دمشق، بعد زيارة وزير خارجية الإمارات في نوفمبر الماضي.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن الأسد قوله خلال استقباله المسؤول العماني، إن "ما ينقصنا كعربٍ هو وضع أسسٍ لمنهجية العلاقات السياسية وإجراء حواراتٍ عقلانيةٍ مبنية على مصالح الشعوب"، مُعتبراً "أن التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية".

Ad

ونقلت "سانا" عن البوسعيدي قوله، إن "سورية ركن أساسي في العالم العربي وسياساتها ومواقفها القوية والشجاعة تجعل التعويل عليها كبيراً في مواجهة التحديات التي تحيط بنا".

وقالت وكالة الأنباء العُمانية، إن البوسعيدي شارك في "جلسة مباحثات سياسية بدمشق جرى خلالها بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطوير التعاون بينهما بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق تطلعات شعبيهما".

وكانت "سانا" نقلت عن المقداد قوله، في تصريح للصحافيين عقب استقباله البوسعيدي في مطار دمشق الدولي: "تعودنا أن نلتقي في مسقط والآن نستقبل في دمشق أشقاءنا من السلطنة بقلوب مفتوحة وعقول منفتحة، العلاقات بين بلدينا الشقيقين كانت مستمرة ولم تنقطع منذ الكثير من السنوات، ولن أحصر ذلك مع بداية الأزمة في سورية". وأشار المقداد إلى أن "السلطنة الشقيقة وقفت إلى جانب سورية في موقفها ضد الإرهاب وفي العمل من أجل تشكيل موقف عربي يعيد لأمتنا قوتها ومصادر طاقاتها الكبيرة لتوحيد مواقفنا والتنسيق فيما بينها والتأكيد على التضامن فيما بين دولنا". من جهته، قال الوزير البوسعيدي: "سعيد جداً أن أكون هنا اليوم في دمشق العريقة في سورية الشقيقة التي هي ركن أساسي في العمل العربي المشترك، ونتطلع كثيراً إلى عقد مباحثات ومشاورات مع الأشقاء في سورية حول قضايانا ومشاغلنا المشتركة التي تهدف دائماً إلى الخير ولم الشمل والتعاون والتضامن بين الأشقاء".

وأضاف البوسعيدي :"أنا لا أعتبر نفسي ضيفاً إنما هنا في بلدي، نتطلع إلى اللقاء مع الأشقاء وتبادل وجهات النظر وبحث ما يمكن أن نعمل عليه في إطار تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين بلدينا في كل المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية".

وذكر أن "كل الأشقاء العرب يتطلعون دائماً إلى التلاقي مع سورية وعودة اللحمة العربية إلى وضعها الطبيعي وبالتالي كل مساعينا أنا وغيري من الأخوة العرب تصب في هذا المجال". ووصل وزير الخارجية العماني على رأس وفد رسمي إلى دمشق في زيارة هي الأولى له لسورية منذ توليه منصب وزير الخارجية في بلاده في أغسطس 2020 خلفاً لسلفه يوسف بن علوي.

وكان الوزير المقداد، زار سلطنة عمان في مارس الماضي والتقى كبار مسؤوليها، في المجالات السياسية والثقافية والدبلوماسية والإعلامية، ونقل المقداد خلال اللقاءات تقدير سورية للمواقف الحكيمة لسلطنة عُمان ووقوفها منذ البداية مع الحفاظ على وحدة سورية وأراضيها وسلامتها ومقدرات شعبها وحقوقه.