قال تعالى: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاُ". (الكهف 103- 104).

الأخسرون أعمالا أي البالغين في عملهم السيئ منتهى السوء، وبالرغم مما يقومون به من أعمال سيئة ورديئة، فإنهم يعتقدون أنهم يسلكون طريق الصلاح، لأنهم فقدوا الإحساس بالواقع، فأصبحوا عاجزين عن التمييز بين الخير والشر.

Ad

ولو حاولنا تطبيق مضمون الآية على بعض معارضة المجلس، لوجدنا أنها معارضة قد ضلت طريق الإصلاح وسلكت طريق الضلال، فمنذ أن جلسوا في مقاعد الوزراء، وقاموا بأعمال عبثية، وعطلوا الجلسات، أدركنا أنه لا فائدة ترجى من هذا المجلس، فإنه سيسيء إلى سمعة الدولة، ويدمر نظامها الديموقراطي، فبئس المعارضة معارضتكم.

في العام الماضي أضعتم الجلسات بأعمال الشغب، وفي هذا العام ستضيعون الوقت في الاستجوابات العبثية، وخير مثال على ذلك استجواب وزير الدفاع، الذي برهن الوزير فيه بأدلة مقنعة مدى ضحالة فكر الاستجواب وضعف حججه، وابتعاده عن الأسباب الفعلية التي وضعت الاستجوابات لمعالجتها، فالاستجوابات وضعت لوقوع الوزير المستجوب في أخطاء ضارة بمصلحة الدولة، وتم تنبيهه لكنه رفض إصلاح أخطائه، عنئذ يستحق الاستجواب وطرح الثقة.

أما ما حدث في حالة استجواب وزير الدفاع فيقال إنه استجواب كيدي، فالوزير رفض تحقيق مصالح خاصة للمستجوب، وبعد نيل الوزير الثقة سمعنا أن نائبا سيستجوب وزير الخارجية، وآخر سيستجوب وزير الداخلية، ورابع سيستجوب رئيس الوزارء، وتحدث كل هذه المهازل والحكومة لم يمض على تشكيلها أكثر من أسبوع، ولم يطلع أحد على خططها وبرامجها. وقد أعلنت كتلة برلمانية بوضوح ودون مواربة، أنها تنتظر الاستجوابات بفارغ الصبر لتفرض على الحكومة تحقيق مطالبها في مقابل تأييد نوابها لنيل الثقة بالوزير، موقف انتهازي خطير، وتجربتنا الديموقراطية بحاجة إلى إصلاح، لكن ما يحدث زادها سوءاً وتحريفاً، ونتمنى من المخلصين في الدولة والقادرين على الإصلاح التدخل لإنقاذها ومساعدتها.

وأتمنى أن نبدأ وبسرعة بتغيير الدوائر الانتخابية، لتصبح 50 دائرة للناخب صوت واحد، أو 25 دائرة وللناخب صوتان، وليرتبط المرشح بناخبيه ارتباطا وثيقا، وفي حالة فوزه يمكن التفاهم معه بصورة أفضل.

● د. عبد المحسن حمادة