في وقت يواصل لبنان البحث عن منفذ لتحسين علاقاته الإقليمية والدولية. وبانتظار أن تقوم دول الخليج بدراسة رد بيروت على الورقة التي طرحها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد الناصر، أكدت مصادر لبنانية أن رئيس الجمهورية ميشال عون طلب من الكويت رسمياً رعاية حوار وطني لبناني. جاء ذلك، بينما حطّ وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغير في بيروت، في الذكرى الخامسة والعشرين لزيارة أجراها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، بهدف إعادة تأكيد أن لبنان هو وطن رسالة وتلاق.
وقال غالاغير بعد لقائه عون: «البابا فرنسيس طلب منّي أن أعبّر لكم عن قربه منكم وقلقه على الوضع، وهو يعتقد أنّ الإصلاحات ستساعد لبنان، إلى جانب دعم المجتمع الدولي، في المحافظة على هويّته الخاصة»، مضيفاً: «توقفوا عن استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية، ويجب أن يكون اللبنانيون هم من يقررون مصيرهم من دون تدخلات خارجية».وبحسب ما تقول مصادر كنسية لـ«الجريدة» فإن الزيارة تنطوي على مواقف استثنائية في هذه المرحلة، خصوصاً أن الفاتيكان يبدي استعداده للدعوة إلى مؤتمر دولي لبحث الأزمة اللبنانية وتوفير الظروف الملائمة لإخراجه منها وتوفير المساعدات له، كما ان هناك موقفاً واضحاً من قبل الفاتيكان حول ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم إقحامه فيها. وتشدد المصادر على أن الفاتيكان يركز على ضرورة تطبيق الدستور، واحترام الميثاق والمناصفة، بالإضافة إلى المحافظة على العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والقوى الدولية.وعلى ضفة أخرى، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارة للعاصمة التركية أنقرة، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي سيزور دولاً خليجية خلال الشهر الجاري. وانطوت زيارة ميقاتي لأنقرة على توقيع عدد من الاتفاقيات أبرزها في مجالات الصحة حيث يفترض أن يتم افتتاح المستشفى التركي في صيدا بالمرحلة المقبلة، والطاقة من خلال الحصول على مساعدات تركية بمجال الطاقة المتجددة، والتجارة أيضاً من خلال تعزيز الاستثمارات بين البلدين.
ويحاول لبنان أن يعيد نفسه حاضراً على جدول أعمال الاهتمام الدولي والإقليمي، في وقت لا تزال الأزمات الاقتصادية والسياسية والمالية تعصف به من الداخل، وآخرها استمرار الصراع بين رئيس الجمهورية ميشال عون من جهة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جهة أخرى، وصولاً إلى إصدار القاضية غادة عون مذكرة إحضار بحق «الحاكم»، في سياق واضح لما يريده رئيس الجمهورية وهو تنحية سلامة والإتيان ببديل له.