صالح يراهن على التصويت السري في مواجهة زيباري
اعتبر أن رئيس العراق يجب أن يكون رئيساً لا مرؤوساً
على وقع لقاءات فوق العادة في النجف عززت الاتفاق السياسي بين تيار الصدر والقوى السنية والزعيم الكردي مسعود البارزاني، لمواجهة حلفاء طهران، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح، في شريط مصور، برنامجه لولاية جديدة، طامحاً للعبور على التحالف الحالي، في رهان على تصويت سري للبرلمان سبق أن ضمن له الوصول إلى المنصب عام 2018.وبقي صالح من الناحية السياسية قريباً من التيار الوطني، ويحتفظ بعلاقة وطيدة مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وتيار الصدر والقوى السنية، وسارع إلى تطبيع علاقته مع حزب الرئيس الأسبق جلال طالباني، لكنه لم ينجح في ترطيب الأجواء مع البارزاني صاحب الكلمة الأقوى في كردستان، الذي يصر على أن الوقت حان ليكرس دوره في بغداد عبر ترشيح حليفه هوشيار زيباري الذي قاد الدبلوماسية العراقية بنحو مؤثر سنوات عديدة بعد سقوط نظام صدام حسين.وكان لصالح دور مهم في استبعاد مرشحي إيران لرئاسة الحكومة عام 2020 بعد استقالة عادل عبدالمهدي إثر احتجاجات أكتوبر، وهو يحاول تذكير الرأي العام بأنه كان مستقلاً عن المواقف الحزبية في تلك اللحظات، كما أنه يريد استكمال خطوات لإعداد تعديل دستوري حساس، ولاسترداد 100 مليار دولار خرجت عبر صفقات فاسدة إلى خارج البلاد، كما ساهم في الانفتاح على الشركاء الدوليين والمحيط العربي.
ولا ينكر تيار الصدر ومعظم الأحزاب ذلك، لكنهم يدركون أن المواجهة مع حلفاء طهران تتطلب تفهماً لخطة مسعود البارزاني في العودة القوية إلى بغداد من خلال وجود زيباري في الرئاسة، بهدف احتواء أو كبح جماح الفصائل المسلحة، التي بلغ تهديدها للجميع مستوى غير مسبوق. وعام 2018 صوت عشرات النواب خلافاً لمواقف أحزابهم لبرهم صالح، الذي يحظى بقبول عند الرأي العام. وفي نقد لاذع للبارزاني وزيباري، قال صالح، إن رئيس العراق يجب أن يكون رئيساً لا مرؤوساً، في إشارة إلى أن زيباري قيادي في حزب البارزاني وأحد أنصار الزعامة التاريخية لعشيرته.جاءت كلمة صالح المصورة، التي هاجم فيها بشكل غير مسبوق حزب البارزاني غداة اللقاء الذي جمع في النجف مقتدى الصدر مع رئيس إقليم كردستان نيجرفان البارزاني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي عُرضت خلاله مبادرة لمسعود البارزاني تشجع الصدر على تخفيف معارضته لنوري المالكي، الذي حصل على نحو 33 مقعداً في البرلمان، للحد من غضب طهران وحلفائها من تغيير قواعد اللعبة، إذ شكل العراقيون للمرة الأولى موقفاً نيابياً عابراً للانقسام الطائفي يهدد بإخراج الجناح المتشدد من السلطة للمرة الأولى منذ سقوط صدام.وكتب الصدر بعد الاجتماع عبارة توضح تمسكه بحكومة أغلبية تبتعد عن التوافق الشامل، رافضاً تدخل «الشرق والغرب» لكنه ختم بقبول الحوار مع «المعارضة الوطنية» وترك الأوساط السياسية غير متيقنة من مقاصده.ويقول الأكراد، إنهم بهذه المبادرة مع الصدر قاموا بإبراء ذمتهم كي لا يقال إنهم تسببوا في الانقسام الشيعي الحاد، ويأملون تفكيك موقف «الإطار التنسيقي» الذي يضم كل حلفاء ايران، لكسب بعض منهم إلى تشكيلة الحكومة المقبلة، فيما تؤكد المصادر أن حظوظ مصطفى الكاظمي في تجديد ولايته تبدو أفضل لأن الأحزاب الرئيسة والنواب المستقلين لا يريدون الخضوع للفصائل المسلحة التي وضعت «فيتو» أمام التجديد له.