محمد العوضي أيقونة الشباب الكويتي

موقف بطولي رائع سطره ابن الكويت محمد جاسم العوضي الذي لم يتجاوز عمره 14 عاماً عندما رفض مواجهة لاعب الاحتلال الإسرائيلي في إحدى البطولات الرياضية في رياضة التنس، وقرر الانسحاب من البطولة، ورغم فرصته لبلوغ النهائيات والفوز بمركز متقدم فيها فإنه آثر الفوز بالقيم والمبادئ عوضاً عن الميداليات والمراكز، فكان تصرف الشاب محمد محل فخر واعتزاز في المجتمع الكويتي وثناء وتقدير لكل من يعرف مواقف الكويت تجاه قضايا الأمة على مر السنين.

الموقف البطولي من الشاب محمد العوضي هو في الحقيقة انعكاس صادق تماماً لقناعات الشعب الكويتي بكل فئاته وشرائحه من الاحتلال الإسرائيلي، وهو الموقف الذي ما زالت تتمسك به دولة الكويت في المحافل الدولية اتساقاً مع مبادئها الداعية للسلام ونشر الأمن ورفض البغي والظلم، كيف لا ونحن أمة قد ذقنا مرارة الاحتلال والغزو وسرقة الأوطان وتزوير التاريخ والتشريد والمقاومة في سنة 1990 إبان كارثة الغزو العراقي الغادر، وهي الطعنة الخبيثة التي مزقت أوصال الأمة العربية وضيعت قضاياها الرئيسة إلى يومنا هذا.

رسالة الانسحاب التي رفعها محمد العوضي بقيادة وتشجيع الاتحاد الكويتي للتنس وأيضاً أسرته الكريمة هي رسالة للأمة ورسالة للشعب الفلسطيني بأن الكويت ستظل حكومة وشعباً في موقفها الثابت من دعم حقوق الشعب الفلسطيني باسترداد أراضيه وطرد الاحتلال الإسرائيلي، ورغم مرور أكثر من مئة عام على وعد بلفور الخائب سنة 1917 الذي زرع سرطان الاحتلال الإسرائيلي في قلب الأمة سيظل للشعب الفلسطيني الحق الدائم والأبدي في استرداد أرضه المسلوبة بكل الوسائل والسبل المشروعة.

محمد العوضي كسب الذهب في قلوبنا وحقق الانتصار بهذا الموقف البسيط جداً في حجمه العظيم جداً في آثاره وارتداداته نفسياً واجتماعياً وإعلامياً، وإنه ليحق لأهل الكويت وشبابها وبناتها الافتخار بمثل هذه الأفعال الصادقة، والامتثال بها في المسابقات والمشاركات الدولية المستقبلية لتذكير العالم بأن فلسطين عربية والقدس إسلامية وإسرائيل دولة احتلال طارئة مهما طال الزمن أو قصر، فلا بد للحق أن يعود لأهله وأصحابه طالما هناك من يطالب ويتمسك به ويسعى إليه، والله الموفق.

● ‏‫وليد عبدالله الغانم