«غوتنبرغ» السينمائي ينوم المشاهدين مغناطيسياً
المهرجان منح ريبيكا فيرغسون جائزة الشرف
يقدّم أكبر مهرجان سينمائي في الدول الاسكندنافية هذا الأسبوع للحاضرين فرصة مشاهدة الأفلام، بعد تعريضهم لعملية تنويم مغناطيسي تعزز تجربتهم السينمائية.وقال مدير مهرجان "غوتنبرغ" السينمائي الذي يُنظم في جنوب غرب السويد يوناس هولمبيرغ: "صمّمنا سينما التنويم لتجربة هذه الطريقة في مشاهدة الفيلم، بهدف إعادة النظر في أفكارنا حول طريقة عرض الفيلم ولمعرفة كيف تتأثر التجربة عند المشاهدة بطريقة مختلفة".وأُقيمت الجلسة التجريبية الأولى على بضع عشرات من المشاهدين وذلك أمام جمهور محدود بسبب جائحة كوفيد- 19.
وأجرى التنويم المغناطيسي فريدريك برايستو ثم شاهد المتفرجون فيلم "لاند أوف دريمز" للمخرجة الإيرانية الأميركية شيرين نشأت. وقال الأشخاص الذين أُجريت التجربة عليهم أنّ الأحاسيس انتقلت من الدخول في نوع من السبات إلى تركيز أقوى بكثير.وأوضحت جونا بلومبورغ، وهي إحدى المشاهدات قائلةً: "نتخلص من الضجيج والتشتيت ونندمج بالفيلم من خلال صوت" برايستو، مضيفةً أنّ المتخصص يقول لهم "المسوا ذلك، اشعروا بذلك، شموا رائحة ذلك".من جهتها، قالت صديقتها لويز نيلسون "حاولت أن أقوم بالأشياء التي طلبها منّا، كأن نشعر بملمس الأقمشة، والجلد، والشعر، وغير ذلك. وكان التركيز سهلاً بفضل الجو السائد والظلام التام الطاغي باستثناء ضوء الشاشة".ويشكّل مهرجان غوتنبرغ السينمائي الذي تستمر دورته الحالية حتى الأحد المقبل، حدثاً رائداً في التجارب غير العادية. فبهدف التكيّف مع القواعد التي فرضتها جائحة كوفيد 19، قدّم المهرجان في العام الماضي أسبوعاً من العروض لشخص واحد في جزيرة مهجورة قبالة الساحل، واختيرت لهذه التجربة ممرضة منهكة من الجائحة.رغم مُلابسات انعقادها في زمن كورونا، تحافظ الدورة الجديدة على أقسامها: إنغمار برغمان ومسابقتا "نوردك" للروائي والوثائقي الطويل. وأيضاً على تقاليد تكريمها متميّزين في السينما، إذْ تُمنح "جائزة الشرف" هذا العام للممثلة السويدية ريبيكا فيرغسون (1983) لتجاوزها الجغرافية الأوروبية بأدوارٍ عالمية، أشهرها في سلسلة أفلام "المهمة المستحيلة" Mission: Impossible"، كما تمنح الجائزة الشرفية للمخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو (1971) لمُنجزه المتميّز، وانشغاله في 20 عاماً على تجسيد الحالات العاطفية المتشظّية، والشغف بالآخر حدّ الجنون، واختار المهرجان عدداً من أفلامه لعرضها على جمهوره، منها آخر نتاجاته: "اتصل بي باسمك" (2021).وعلى مستوى "مسابقة دول الشمال"، اختيرت 8 أفلامٍ روائية، منها "الحمل" (2021)، للمخرج الآيسلندي فلاديمار يوهانسون: فيلمٌ مكتوب بأسلوب غرائبي، يجعل منه صانعه مثالاً على الرغبة الدائمة للسينما في الجنوح إلى أقصى مديات التجريب، وخلط الواقع بالخيال. هناك أيضاً الفيلم النرويجي، المبهر في جماله، "الأبرياء" (2021) لإيسكل فوغت، ومقاربة روحه لنصّ سينمائي واقعي آسر، عنوانه "مقصورة رقم 6" (2021)، كتبه الفنلندي يوهو كوسمانِن بأسلوب شاعري عميق المعنى في انحيازه إلى الإنساني في حياة الأفراد، على اختلاف انتماءاتهم الطبقية والقومية. في المسابقة الوثائقية، هناك 8 أفلامٍ أيضاً، منها "أرض ذهبية" (2022) للفنلندية إنكا أشته، التي تُوثّق فيه رحلة عائلة صومالية من فنلندا إلى موطنها الأصلي، بحثاً عن الثروة، لكنها تنتهي بمواجهة مع شركات عملاقة، لا تمنح لأمثالها فرصاً للنجاح.