شكراً للحكومة التي أهدت إلى شعب الموظفين إجازة ممتدة تسعة أيام بمناسبة الأعياد الوطنية وغيرها من مناسبات لا تنتهي، لكن الواقع يقول إنه لم يكن هناك حاجة لمثل تلك الإجازة، فالدولة في إجازة دائمة منذ عقود، وهي إجازة من الاقتصاد والسياسة، مثلما كتب أحد الكتاب في شهرية "فورن افير" قبل ربع قرن، وهي - السلطة - اليوم تهدي الناس إجازة من عناء الإجازات، فلها كل الشكر في دولة الصين الخليجية.نتمنى للحكومة راحة البال، وأن تفكر بعمق أكثر، وتهدي لنفسها هي الأخرى إجازة ممتدة دون نهاية، وتكمل معروفها، الذي لن ننساه أبداً، وتحاول إقناع مجلس التهريج، الذي يمثل الأمة مصدر السلطات، بأن يحذو حذوها وإداراتها المنتجة، ويأخذ بدوره إجازة ممتدة ومن دون نهاية، فوجود هاتين السلطتين أو غيابهما لا يعني شيئاً لعمر البلد.
لن نخسر أمراً ما لو نامت السلطات الألمانية الكويتية للأبد، نوم العافية، فلن نفقد شيئاً غير صور عظماء السلطة في الجرائد وهم يطلقون الوعود تلو الوعود عن الإصلاح، ثم أخبار التهليل والتطبيل لهذا أو ذاك المسؤول أو النائب، وهي ليست أخباراً بأمر ما، بقدر كونها غثاً وإضاعة زمن من أعمارنا القصيرة.العكس صحيح، فسنكسب كثيراً من الإجازة الأبدية، فلن يكون هناك قلق دائم عن أتفه الأمور اليومية التي يتم تناقلها بالصحافة أو بوسائل الاتصال الاجتماعي، التي هي بدورها من أكثر مسببات القلق المرضي الذي يعاني منه الإنسان اليوم.طالما ظل "بايب البترول" يضخ مالاً، فلا شيء آخر يصح أن نكترث له الآن، بعد أن فقدنا كل أمل بأن تقوم السلطة بإصلاح شأنها، ومن ثم إصلاح الدولة من قضايا عالقة منذ عقود طويلة من أزمات حقوق البدون، والمرور، والاقتصاد النازف، والبطالة الحقيقية والمقنعة، والإسكان، وغياب حكم القانون، وغيرها من مسائل تكبر ككرة الثلج يوماً بعد يوم.خذوا إجازة يا أهل السلطة، فلا جدوى منكم ولا جدوى من وعي مغيب عند أغلبية أفراد مجتمع استهلاكي ريعي غارق في عالم الخرافة والأسطورة، وأنتم يا سلطة تتعيشون على هذا الجهل الممتد، خذوا إجازة دون نهاية، فلن يتغير علينا أي أمر، ارتاحوا ودعونا نرتاح معكم ومنكم.
أخر كلام
أيضاً خذوا بدوركم إجازة بلا نهاية
03-02-2022