يعقوب الحجي: هدفي التعريف بأثر البحر في حياة الكويتيين

أصدر كتاباً عن التاريخ الملاحي في الكويت

نشر في 04-02-2022
آخر تحديث 04-02-2022 | 00:00
أكد مؤلف «الكويتيون والبحر... تاريخ وحكايات»،. د. يعقوب يوسف الحجي، أنه يهدف إلى التعريف بأثر البحر في حياة الكويتيين، من خلال أحدث إصدارته.
أصدر مركز البحوث والدراسات الكويتية كتابا بعنوان "الكويتيون والبحر... تاريخ وحكايات"، سجل فيه مؤلفه د. يعقوب يوسف الحجي خلاصة خبرته في مجال التاريخ الملاحي لدولة الكويت، ويتكون الكتاب من 6 فصول: الفصل الأول: أثر البحر في نشأة الكويت، والثاني "الكويتيون جزء من ثقافة غرب المحيط الهندي وتجارته"، والفصل الثالث "أثر البحر في نشأة مدينة الكويت القديمة وتطورها"، أما الرابع فعن أثر البحر في الفلكلور الشعبي الكويتي، وفي الخامس حكايات من البحر، أما السادس فيتناول أثر البترول في الحياة البحرية الكويتية.

التراث البحري

وفي مقدمة الكتاب، كتب د. الحجي: "في أحد لقاءاتي مع المؤرخ سيف الشملان قال لي متسائلا: "أنت طير بر.. إش جابك للبحر؟". والحق أن المؤرخ الشملان محق في تساؤله هذا، فلا والدي ركب البحر طلبا للرزق "كعادة أهل الكويت آنذاك"، ولا أنا ركبت البحر كذلك.

بل إن والد والدي منع أبناءه من ركوب البحر طلبا للرزق، لقد مات والده حين كان بحارا على سطح سفينة شراعية، وألقي في البحر، ولهذا اضطر والدي إلى التغرب عن وطنه وهو ابن 16 عاما للبحث عن عمل يرتزق منه. ومع ذلك فحين سمح جدي لأحد أبنائه بركوب البحر (على كره منه) غرق هذا الابن في البحر ولم يُعثر عليه (في حادثة عرفت في الكويت بطبعة النوخذة عبداللطيف الهاشم).

تراث الوطن

وذكر الحجي في المقدمة أنه أحب البحر منذ أن كان صبيا، وأنه عندما مشى في طريق الدراسة الطويل لم يكن يعرف أن مشيئة الحياة وإرادتها قد أعدته للبحث في تراث وطنه البحري، الغني بعزيمة رجاله ونسائه، وبتفانيهم وبصبرهم، كذلك حتى أطل عام 1976 حين قابل صانع السفن الأستاذ علي عبدالله عبدالرسول، فجعله بشخصه المتواضع والودود يدخل عالم صناعة السفن الشراعية، وحين قرأ كتاب "أبناء السندباد"، وقابل مؤلفه آلن فاليرز، وكذلك النوخدة علي ناصر النجدي عام 1979، عرف أنه سوف يمضى ما تبقى له من فسحه بهذه الحياة في دراسة بعض من أوجه التراث البحري الكويتي وتوثيقه.

فرعيحياة الكويتيينp>

وكتب د. الحجي "وضعت هذا الكتاب الذي أود منه أن يعرف القارئ أثر البحر في حياة الكويتيين منذ نشأة بلدتهم على جون الكويت، وحتى تصدير البترول منها إلى العالم عام 1946م، وغنيّ عن القول إن كتابا مثل هذا لا يمكن أن يخلو من تكرار بعض ما سبق أن ذكرته في كتب سابقة، فهذا كتاب لعامة القراء وليس للمختصين في مجال محدد من مجالات التراث البحري الكويتي والخليجي".

وأضاف: "كما أني حين أنتهي من هذا الكتاب سأتخلص من الشعور بالواجب تجاه من سيأتي بعدي من المهتمين بتاريخ هذا الوطن البحري، فقد عشت في زمن فريد من تاريخ هذا الوطن وتاريخ العالم بعامة، وعاصرت وقابلت رجالا من بحارة الكويت ونواخذتها واستاديتها (صناع السفن) وتجارها وبعضا من نسائها كذلك، وأخذت عنهم الكثير من المعلومات التي كنت أجهلها.

فهذه فرصة قيّمة أتيحت لي بعد أن غادرونا جميعها إلى رحمة الله، كما أنها فرصة لم تعد متاحة للباحثين الشباب هذه الأيام، على الرغم من أنهم ربما أكثر قدرة وأكثر حماسة وذكاء منّي ومن غيري من الباحثين.

وأردف: إنه ليسعدني اليوم أن أترك مكاني المتواضع كي يشغله غيري من الشباب المهتمين بتراث الكويت، متذكرا ما سبق أن قاله الشاعر اللاتيني جوفينال من أن "الرجل الحكيم يضع حدا حتى للمشاريع القيمة".

وفي الختام شكر الحجي كل من قدّم له مساعدة ومعلومات طوال تلك السنوات التي أمضاها في بحثه وهم كثر يصعب ذكرهم بالاسم، وقال "كما لا أنسى من ساعدني في طباعة هذا الكتاب وفي نشره، وأخص منهم الأخ خالد العبدالمغني، ورئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، د. عبدالله الغنيم، فلهما منّي الشكر الجزيل".

فضة المعيلي

back to top