حبيبة العبدالله: ليس ضرورياً أن يكون الإعلامي أكاديمياً

«للأسف من لديه موهبة بلا مظهر جميل يجلس في البيت»

نشر في 04-02-2022
آخر تحديث 04-02-2022 | 00:00
المذيعة والكاتبة حبيبة العبدالله
المذيعة والكاتبة حبيبة العبدالله
إعلامية موهوبة، تتمتع بقدر كبير من جمال الروح، وعذوبة الكلمات، وتمتلك مخزوناً هائلاً من الثقافة والمعلومات، ما جعلها مميزة بين جيلها من الإعلاميات. إنها المذيعة والكاتبة حبيبة العبدالله، التقتها "الجريدة" في الحوار التالي:

• ما أكثر التحديات التي تواجه الإعلاميات الصاعدات؟

- حاليا الوضع مختلف، حيث إن عدد القنوات الفضائية أصبح قليلا، لأن الكل متوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أن الاهتمام بالنسبة للمذيعة أصبح لشكلها أكثر من مضمونها، وبالتالي أصبح مقدار الجمال بالنسبة للمذيعة أو المذيع هو الفيصل للظهور عبر الشاشة من عدمه، ويأتي بعد ذلك اللغة والإمكانيات في المرتبة الثانية، بعد الشكل والمظهر.

نعم الشكل مطلوب، لكن في النهاية المذيعة ليست عارضة أزياء، لذا نجد معظم إعلاميي العالم ليسوا على قدر كبير من الوسامة، بل أجسامهم رشيقة وأشكالهم عادية، لكن للأسف توجهنا حاليا أن الشكل هو الأهم، لذلك أصبح العائق الوحيد في وجه المذيع الموهوب هو ألا يملك شكلا جميلاً، فإذا كان لديه موهبة دون مظهر جميل يجلس في البيت.

• هناك اتهام للإعلام بأنه استهلاكي، وليس له دور في التوعية والتثقيف المجتمعي؟

- لا نستطيع الحكم على إعلام كامل بأنه ليس لديه دور في التثقيف المجتمعي، فإذا تحدثنا عن تلفزيون الكويت مثلا نجده يضم قناة العربي، التي تركز على الأمور الثقافية والتوعوية، فيما قناة إثراء تركز على الجانب الديني والتوعية الدينية، والقناة الأولى تتضمن برامج متنوعة، ونفس الشيء ينطبق على الإذاعة، فهناك إذاعات متباينة، كل منها لها سياستها وطبيعة معينة للبرامج المقدمة منها، لذلك لا يصح اتهام وسائل الإعلام الكويتية بأنها بعيدة عن التثقيف.

• كيف تقيّمين البرامج التلفزيونية والإذاعية الكويتية في الوقت الحالي؟

- أرى أن هناك نقصا في التنوع بالبرامج التلفزيونية والإذاعية، فلابد أن يكون هناك تنوع بشكل أكبر، إضافة إلى ضرورة إعطاء الفرص لأصحاب الموهبة. ينقص إعلامنا الاهتمام بالتخصص، والتنوع في تناول البرامج، والبُعد عن البرامج الاستهلاكية المعلبة.

• ما تقييمك لتجربتك في السوشيال ميديا؟

- لم أقدم برامج من خلال مواقع السوشيال ميديا، لكن أقدم معلومات عبر تطبيق سناب شات، وأشعر أن هذا التطبيق أصبح كبرنامج، بل إنه قناتي الخاصة، فمن خلال Snapchat أقوم بتقديم الفقرات الخاصة بي، وأوزع معلوماتي على المتابعين، ولدي فقرات صباحية ومسائية أقدمها، وأيضا في فترة الظهيرة تتنوع الفقرات، فمنها المخصص للأم والمثقفين حيث فقرة "من أجمل ما قرأت"، وفقرات عن الطبخ والأمومة، لذلك "سناب شات" بالنسبة لي ملعب مفتوح وجدت فيه ضالتي، وأشبعت من خلاله شغفي في تقديم البرامج، خصوصا أن الجمهور المتابع للسوشيال ميديا أصبح أكثر من متابعي التلفزيون.

• هل ترين أن من يعمل في مجال الإعلام لابد أن يكون أكاديمياً؟

- ليس بالضرورة أن يكون الإعلامي أكاديميا، لكن من الضروري أن يثقف نفسه إعلاميا، وهذا يعني أنه ليس كل شخص يجيد الحديث يمكن أن يكون مذيعا جميلا، لأن التقديم لا يعتمد فقط على الكلام المنمق، فهناك أسس وقواعد، وكذلك محاذير، فالبث المباشر ليس حقل تجارب أو مجالا للتعليم العشوائي.

• ما النصيحة التي كان لها الفضل في استمرارك بالإعلام؟

- أكثر شيء دفعني إلى الاستمرار في عملي كمذيعة، أن أول مرة أقدم فيها على الهواء قال لي شخص أنصحك بالابتعاد عن الإعلام، لأنك لا تصلحين أن تكوني مذيعة، فلا "تفشلين" نفسك، وابحثي عن تخصص آخر، لكن هذه النصيحة كانت دافعا لي للتفوق على نفسي، ولتحقيق النجاح والشهرة والمكانة كمذيعة، وبدأت في تثقيف نفسي وتدريبها، حتى أُصبح أقوى من هذا الشخص الذي قدَّم لي النصيحة، وهذا الموقف لن أنساه أبداً، وأجلس مع نفسي وأقول: "وين كنت ووين صرت؟".

• هل أنتِ محظوظة في عملك؟

- شعوري مختلط تجاه هذا الأمر، لم أحس أنه كان لي حظ بالإعلام، بل أنا من صنعت حظي بيدي عندما اجتهدت وتعبت على نفسي، في ظل ما واجهته من محاربة وظلم في كثير من المواقف، خصوصا أنني تعاملت مع بعض المسؤولين الذين كانوا يسمعون لطرف واحد، فتعذبت من خلال هذا التعامل، وبشكل عام أنا محظوظة في حياتي العامة.

• ما المهنة التي ستختارينها بعيداً عن الإعلام؟

- من الممكن أنني كنت سأكون مؤلفة وكاتبة روايات، أيضا كان من الممكن أن أفتح مشاريع خاصة. من إحدى طموحاتي أن أفتح مكتبة أو دار حضانة. أعتقد كنت سأكون قريبة من الثقافة، لكن توجهت للإعلام لأنه شغف الطفولة. وبالفعل تمسكت بهذا الحلم حتى تخرجت، لذلك كوني مذيعة لم يأت بالمصادفة، بل كان هدفي، والحمد لله وفقني الله وحققته.

• أخيراً، ما أحلامك وتطلعاتك المستقبلية؟

- تطلعاتي وطموحاتي عديدة، بعد أن أصبحت أماً اختلف تفكيري كثيراً، فلم أعد أشغل نفسي بأشياء غير مفيدة، لذلك أي عمل أعتقد أنه سيخلف "عوار راس" ابتعد عنه، لذا أصبحت أفكر في مصلحة أبنائي بشكل كبير، وأصبحت أكثر قوة، وتغلبت على الخوف الذي يسكنني. في البداية كنت أخاف الإقدام على الكتابة. أحس أن أبنائي هم من أعطوني هذا الدافع، لذلك أتمنى أن أراهم لا يخافون ويقدمون على تحقيق طموحهم، وهذا كان يفرض عليَّ أن أكون قدوة لهم.

فضة المعيلي

back to top