دول الخليج نحو الاستفادة من صناعة الألعاب

في حين تستعد دول مجلس التعاون الخليجي لمستقبل ما بعد النفط، يجد سوق الرياضات الإلكترونية المتنامي رواداً إقليميين وتكتسب استثمارات الألعاب زخماً في الدول الخليجية، وسط تطلع الحكومات الإقليمية إلى الصناعات الموجهة للشباب في مسعى لتنويع الاقتصاد.

ففي السنوات الأخيرة، قادت دولة الإمارات الإنفاق، وأطلقت في نوفمبر الماضي الاستراتيجية الوطنية العشرية للصناعات الثقافية والإبداعية.

ومن المتوقع أن يشجع المخطط على زيادة الاهتمام بالنظام البيئي للرياضات الإلكترونية المحلية.

وبحسب "ميد" وقعت شركة مبادلة للاستثمار وشركة أبوظبي للألعاب اتفاقية أولية في ديسمبر لتطوير نظام بيئي للرياضات الإلكترونية في العاصمة الإماراتية.

وكانت دبي أيضاً داعماً رئيسياً للرياضات الإلكترونية والألعاب. في أغسطس الماضي، أعلنت الشركتان المحليتان Waverider و Galaxy Racer شراكة لإطلاق برنامج POPC Live الافتتاحي لمهرجان في دبي في مارس.

ومن المتوقع أن يشمل الحدث بطولات PUBG Mobile و League of Legends و Dota 2، إضافة إلى نهائيات Gilgamer World.

وتبرز المملكة العربية السعودية أيضاً كسوق رئيسي للألعاب في المنطقة، ومن المتوقع أن يصل استهلاك الألعاب في البلاد إلى 6.8 مليارات دولار بحلول عام 2030، وفقاً لتقرير مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG).

وقالت مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أكثر من 90 في المئة من 23.5 مليون من عشاق الألعاب في المملكة العربية السعودية، - أي 67 في المئة من السكان المحليين - يلعبون الرياضات الإلكترونية على أساس شبه محترف أو هواة، إذ يتابع 100 لاعب محترف في الرياضات الإلكترونية وظائف بدوام كامل.

وأمس الأول، أعلنت المملكة العربية السعودية مبادرة بقيمة 1.1 مليار دولار لتعزيز المحتوى الرقمي المحلي والترفيه والإنتاج.

وتم الإعلان عن مبادرة Ignite كجزء من مؤتمر Leap الذي يستمر ثلاثة أيام ويهدف إلى مضاعفة حجم سوق المحتوى الرقمي في المملكة العربية السعودية ثلاث مرات في الألعاب والصوت والفيديو والإعلان.

وفي أواخر الأسبوع الماضي، أطلق صندوق الاستثمارات العامة، شركة الثروة السيادية، مجموعة Savvy Gaming (SGG) ، وهي مجموعة للرياضات الإلكترونية.

وجاءت أخبار الإطلاق الرسمي لشركة SGG بعد أن تبين أن الشركة قد استحوذت على ESL، وهي منظمة عالمية للترفيه والأحداث الرياضية الإلكترونية، و Faceit، وهي منصة للرياضات الإلكترونية، وورد أن قيمة عمليات الاستحواذ مجتمعة تبلغ 1.5 مليار دولار.

وتتميز بطولة ESL الإلكترونية بألعاب مثل Counter-Strike: Global Offensive و StarCraft و Dota 2.

يقال أيضاً، إن صندوق الاستثمارات العامة اشترى ما قيمته 3.3 مليارات دولار من الأسهم في شركات صناعة ألعاب الفيديو EA و Take-Two و Activision Blizzard العام الماضي.

ونمت عائدات Esport في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا (مينات) بنسبة 15 في المئة سنوياً لتصل إلى 6.5 مليارات دولار عام 2021 ، وفقاً لدراسة RedSeer.

ومن المتوقع أن يفوق عدد منطقة الخليج أوروبا من حيث عدد لاعبي الألعاب في عام 2022.

ويبدو أن الحكومات الخليجية تدرك هذه الإمكانات ومن المرجح أن تواصل الاستثمار في هذا القطاع كجزء من استراتيجيات التنويع الاقتصادي الخاصة بها.