لا يزال القطار الذي يتوالى بعضهم على صعوده يسير رغم شدة الصدمات ومواقف الخضوع والخنوع والبلطجة والترويع والترغيب والترهيب، خصوصا بعد أن أصبح اللعب عالمكشوف، والخذلان صار واقعا بين مدعي السياسة، والشعر وُظف لترديد التطبيل والتطفيش والمدح الممجوج، والمنطق صار بلا ثقافة، والسخافة صارت في الصدارة بسبب الأذناب الذين يجلسون في المدرجات لتشجيع من باعوا المبدأ والقيادة.باختصار، مشهدنا طار وقضايانا في الحصار، والرهان قائم على أصحاب القرار الذين يساومون على الانتصار لأن "زوير وعوير" صاروا جزءا من القرار، فهذا الواقع فرض علينا، واستمراره سيكلفنا الكثير من تراكم القضايا، والحلول صارت من الأحلام لأننا لا نزال مكانك راوح أمام قضايا مستحقة لا يتم إقرارها إلا بالعين "الحمرة" التي اعتاد عليها البعض.
ولكن لا تزال المراهقة السياسية حاضرة في مشهدنا الذي يحمل نعوش البعض بسبب إخفاقاتهم المستمرة، ولعبهم الذي أصبح واضحاً للعيان دون الحاجة للبحث في دفاترهم السوداء، فهل هذه السياسة هي بوابة الإصلاح وعلاج مثالب الحكومة كما يرون؟ أم أنها لعبة من "سبق لبق" لإظهار بطولات زائفة أمام الشعب وأوهام وسراب وضبابية مللنا من التعايش معها؟مع الأسف الشديد هناك من أغرتهم الكراسي وأغواهم شيطانهم للقفز على المبادئ التي أصبحت شعارات يتغنون بها لاستعطاف قلوب الناس والضحك على الذقون حتى يضمنوا استمرارية بقائهم على الكرسي الأخضر الذي ضاق ذرعا بهم وبأفلامهم التي لا تعدّ ولا تحصى.القطار الذي أصبح يحمل كل يوم زبائن جدداً صار حافلا بالأحداث وكأننا في كرنفال لم يحدد موعد انتهاء عروضه، خصوصا أنه يتجدد حسب أهواء المعازيب الذين يديرونه بضغطة زر مادام المتواطئون موجودين وأعدادهم في ازدياد.الأيام عامرة بالمفاجآت والقادم أعظم وأمرّ في ظل وجود شلة الخنوع والخضوع الذين وجودهم من عدمه سواء، لأنهم ليسوا سوى عدد يضاف في ورقة التصويت، ينفذون ويطيعون ولا يناقشون.آخر السطر:التكنولوجيا نعمة للعقول الراقية ونقمة للعقول المتخلفة... صراع حضارات لن يفهمه البهيم ولن يستوعبه العقيم، ولن يستنطقه الأبكم، ولن يسمعه الأصم، فما أكثرهم لأنهم سيبقون كالقطيع!
مقالات - اضافات
شوشرة: باختصار
04-02-2022