غداة اعتراض الدفاعات الإماراتية 3 طائرات مسيرة «درون» اخترقت مجالها الجوي بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان، في رابع هجوم من نوعه بأقل من شهر، تبنت ميليشيات غير معروفة تطلق على نفسها اسم «ألوية الوعد الحق»، وتنضوي تحت الفصائل الموالية لإيران، استهداف أبوظبي بـ«درون» مفخخة، فجر أمس الأول، بحسب بيان متداول على شبكات التواصل و»مجموعة سايت» للاستخبارات ومقرها الولايات المتحدة.وقال الفصيل، الذي يعتقد أنه مرتبط بـ«كتائب حزب الله»، إنه شن الاعتداء بـ4 طائرات مسيرة، وهدد بالاستمرار في توجيه ضربات إلى الإمارات «حتى ترفع يدها عن التدخل في دول المنطقة، وفي مقدمتها اليمن والعراق».
وأكد المركز الإعلامي لجماعة «أنصار الله» الحوثية، المتمردة في اليمن، أن التنظيم العراقي شن الهجوم الرابع على الإمارات بعد تبنيها 3 هجمات على الدولة الخليجية، العضو الرئيسي في «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية ضدها. وسبق أن تبنت «ألوية الوعد الحق»، التي يرجح أنها تقع تحت السيطرة المباشرة لـ«فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» الإيراني»، هجوما واحدا آخر في يناير 2021، عندما قالت إنها أطلقت طائرة مسيرة نحو السعودية.
رفض الصدر
في غضون ذلك، ندد الزعيم العراقي البارز مقتدى الصدر بمحاولة «جهات مسلحة إرهابية، عملت ضد المصالح العراقية والكتل السياسية، إلى المسارعة في زج العراق بحرب إقليمية خطيرة»، واستهداف دولة خليجية بـ»حجة التطبيع أو حرب اليمن أو ما شاكل ذلك»، مؤكدا أن العراق بحاجة إلى «السلام وعدم التبعية للخارج والهيبة».وقال الصدر إنه يضم صوته لدعاة إنهاء الحرب في اليمن، ووقف التطبيع مع إسرائيل، لكن ذلك يتم عبر الحوار والتفاهم مع دول الجوار وليس بالاقتتال والعنف وتعريض المقدسات في العراق للخطر، فبغداد بحاجة إلى السلام والهيبة وعدم التبعية للخارج.وشدد زعيم التيار الصدري، الذي تصدر نتائج الانتخابات التشريعة الأخيرة على حساب الأحزاب والفصائل الموالية لإيران، على رفضه أن يتحول العراق إلى منطلق للاعتداء على دول الجوار والدول الإقليمية، داعيا الحكومة إلى التحرك ضد الأطراف الخارجة على القانون بجد وحزم، وإلا فإنها ستكون مقصرة وقد تتسبب فيما لا تحمد عقباه.عبداللهيان وبن زايد
في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان ونظيره الإماراتي عبدالله بن زايد محادثات هاتفية، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية وحرب اليمن.وقال عبداللهيان لنظيره الإماراتي إنه «يجب العمل لمنع مصادر الأزمات من اتخاذ موطئ قدم لها بالمنطقة»، مضيفا أن «حضور الكيان الصهيوني في المنطقة تهديد لكل دولها»، في إشارة إلى انزاع طهران من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ أخيرا لأبوظبي لتعزيز التعاون بشتى المجالات، ونقل عن عبداللهيان القول إن بلاده ترى أن استمرار الحرب في اليمن واتساع دائرة الاشتباكات والصراع لا يصب في مصلحة أي من الأطراف والمنطقة.من جانبه، ذكر الوزير الإماراتي أن حكومة بلاده جادة في تطوير العلاقات مع إيران، وترى أن المحادثات الثنائية ضرورية في مختلف المجالات. وبشأن أزمة اليمن، قال بن زايد: «نسعى لتشجيع جميع الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي بدعم من منظمة الأمم المتحدة».وتزامنت المباحثات الدبلوماسية مع قيام قائد قوة الدفاع الجوي بالجيش الإيراني العميد علي رضا صباحي فرد بزيارة استفزازية للجزر الجنوبية المتنازع عليها مع الإمارات في مياه الخليج، وأكد فرد، خلال زيارة شملت جزر: سيري، طنب الكبرى وأبوموسى، أن «مكانة الدفاعات الجوية وصلت إلى مرحلة السيادة على المستوى الدولي».مجموعة مرتزقة
في السياق، اتهم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعارض في المنفى، السلطات الإيرانية بتشكيل «مجموعة مرتزقة» لشن هجمات على «أعداء إقليميين»، لاسيما قبالة سواحل اليمن. وأوضح المجلس المحظور بإيران، في بيان، أن هذه الوحدة شكلت ضمن «فيلق القدس»، وجاء في البيان أن «فيلق القدس جند مرتزقة لوحدات إرهابية مسلحة جديدة مدربة على مهاجمة سفن وأهداف بحرية في المنطقة».وبينت الذراع السياسية لمنظمة مجاهدي خلق أن المرتزقة أتوا من العراق ولبنان واليمن ومن دول إفريقية. وأشار المجلس إلى وجود موقع تدريب في زيباكنار شمال إيران على بحر قزوين، حيث يوزع المرتزقة على مجموعات تنشر في بحر العرب ومضيق باب المندب بين اليمن والقرن الإفريقي في البحر الأحمر، وأوضح أن الهدف من ذلك «التأثير على حركة السفن التجارية ومهاجمة موانئ واحتجاز سفن وزرع ألغام».وتأتي التطورات في وقت جددت الخارجية الأميركية تأكيدها أن إدارة الرئيس جو بايدن مازالت تدرس إمكانية إعادة تصنيف «أنصار الله» بقائمة الجماعات الدولية الإرهابية، بالتزامن مع إعلان «البنتاغون» الموافقة على طلب الإمارات نشر مقاتلات أميركية متطورة من الجيل الخامس ومدمرة بحرية تحمل صواريخ موجهة للمساعدة في صد الاعتداءات الحوثية المحتملة. وأمس الأول، طالبت الرئاسة اليمنية بتصنيف الجماعة الحوثية «منظمة إرهابية»، معتبرة أن ذلك سيجبرها على «الخضوع لعملية السلام» في البلاد.وجاء ذلك على لسان نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، خلال لقائه القائمة بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن ماريون لاليس.وفي وقت تخوض إيران مناورات دبلوماسية على عدة جبهات، وتتمسك بـ»سياسة حافة الهاوية» في مفاوضاتها مع القوى الكبرى، من أجل إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، حذر المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس من أن نافذة فرصة عودة الامتثال بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 أصبحت «صغيرة جدا جدا»، وأنه إذا وصلت إلى نقطة لا تحقق عدم انتشار السلاح النووي في الاتفاق فسيتعين على واشنطن أن تأخذ مسارا مختلفا.