بمثل هؤلاء الأصدقاء

نشر في 04-02-2022
آخر تحديث 04-02-2022 | 00:19
 حسن العيسى بمثل هؤلاء الأصدقاء لستم بحاجة إلى إعداء، كلام يجب أن يسمعه جيداً رفاقنا الذين هللوا لأي نائب اتخذ موقفاً معارضاً للحكومة متبنياً أي مسألة في قضايا الأموال العامة والفساد، مثل النائب حمدان العازمي الذي يمثل رمزاً نموذجياً للمعارضة صاحبة شعار "رحيل الرئيسين".

المعارضة في برلمان البؤس، التي يرفع شعاراتها النائب حمدان، ويتدثر بهذا الرداء الشعبي، هو ذاته ومعه أيضاً أكثرية نواب المعارضة هو (وهم) من يحمل معاول الهدم لأبسط قضايا حقوق الإنسان الشخصية وقمع المرأة، وسحق وجودها تحت ذريعة العادات والتقاليد التي تعد من أسهل الأمور عنده وعند رفاقه المناضلين.

من حق النائب حمدان أن يقول ما يشاء بما يتفق مع قناعاته وتفسيراته الذاتية للشرع والعادات والتقاليد التي أضحت علكة في أفواه المزايدين من حماة المحافظة الدينية، وله أن يهدد بالويل والاستجوابات الخاوية لسلطة تخشى ظلالها وتتسابق مع تلك النماذج التقليدية من النواب على مضمار المزايدة في مسائل البؤس المدمرة لحريات الأفراد، إلا أن الكلام هنا نوجهه (أولاً) للحكومة التي فضّت قبل أيام تجمعاً في العديلية لمجموعة من الشباب المقهورين الذين أرادوا أن يعبروا ببساطة عن رفضهم للتدجين الاجتماعي وسياسات محاربة الفرح في أي مكان بدولة ابتسم أنت بالكويت، وهي ذات الحكومة التي بصمت لفقهاء الدولة في انضمام المرأة للجيش، والآن يهدد الرمز حمدان العازمي وزارة الداخلية بتفاهة منع دورة رياضة يوجا خاصة للنساء، ماذا تقول يا سمو الرئيس؟ وماذا ستفعل يا نائب سموه يا وزير الداخلية؟

ثانياً، هذا الحديث موجه للأصدقاء الذين تناسوا قضية الحريات الاجتماعية - وقضية المرأة من أهمها - وصمتوا عن نقد تلك الممارسات لنواب المعارضة بذريعة عدم أولوية القضية الاجتماعية، أوــــ ربماــــ منعهم خجلهم ورياؤهم من البوح بها كي لا يفقدوا مصداقيتهم عن بطولات الدفاع عن المال العام ونهج السلطة.

ما هو ردهم اليوم؟ وماذا سيكون رد فعل السلطة ممثلة بوزارة الداخلية عن حفلات الصخب والمجون في كرنفال اليوجا الخاص بالنساء؟ أفلسنا من الحريات السياسية الجدية بنهج السلطة الحاكمة، والآن الدور أتى على القليل المتبقي من حريات البشر الاجتماعية. ماذا تقولون الآن عن رموزكم؟ وهل أنتم بحاجة للمزيد من شاكلة هؤلاء الأصدقاء من الرموز المتخشبة؟!

● حسن العيسى

back to top