وساطة تركية بين موسكو وكييف
بيلاروسيا تشهد أكبر حشد عسكري منذ انتهاء الحرب الباردة
عقب محادثات جرت بين مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، وكبير مستشاري الرئيس التركي إبراهيم كالين بشأن الأزمة الأوكرانية، وصل، أمس، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى كييف حيث التقى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مسعى لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن طرح قيام بلاده بدور الوسيط.وتأتي زيارة إردوغان هذه بعد أن زار قادة من بريطانيا وبولندا وهولندا، وهي من أعضاء دول «الناتو»، كييف خلال الأزمة.ولتركيا علاقات جيدة مع كييف وموسكو، لكنها قالت، إنها ستقوم بما عليها كعضو في «الأطلسي» لو أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وسبق لأنقرة أن عرضت المساعدة في نزع فتيل الأزمة، وقالت مصادر دبلوماسية تركية، إن كلاً من روسيا وأوكرانيا منفتحتان على الفكرة. وتعارض تركيا تهديد الدول الأخرى الأعضاء في «الناتو» بفرض عقوبات للرد على التدخل العسكري من جانب روسيا. وقال إردوغان للصحافيين، قبل توجهه إلى أوكرانيا، إن تركيا تدعو الجانبين إلى الحوار، مضيفاً أنه يتعين حل الأزمة سلمياً في إطار القانون الدولي.من ناحية أخرى، قال مسؤول تركي لـ»رويترز»، إن أنقرة تتوقع أن يخف التوتر بعد المحادثات، وإن إردوغان سيسلم رسائل تتضمن مطالبة البلدين بضبط النفس.أضاف المسؤول أن نهج تركيا «لا يتمثل في الانحياز لطرف أو الوقوف ضد دولة واحدة في هذه الأزمة»، مردفاً أن أنقرة تريد استمرار التعاون مع البلدين. لكن المحللين يرون أن موسكو ليست مهتمة بالوساطة التركية، إذ يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل كل شيء أن يعامل على قدم المساواة مع واشنطن.على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إن تركيا وأوكرانيا ستمضيان قدماً في خطة لتصنيع طائرات مُسيرة في أوكرانيا. كما سيوقع البلدان اتفاقية التجارة الحرة إلى جانب العديد من الاتفاقات الأخرى.وأثارت مبيعات المسيرات التركية إلى أوكرانيا الغضب في موسكو، وتسببت في توتر العلاقة بين إردوغان وبوتين .وغداة القرار الأميركي بإرسال 3 آلاف عسكري دعما لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية، حض الكرملين أمس، الولايات المتحدة على «وقف» تصعيد الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «نناشد باستمرار شركاءنا الأميركيين وقف تأجيج التوتر»، مضيفاً أن «مخاوف روسيا واضحة ومبرّرة تماماً». ودعا رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا، ألمانيا والولايات المتحدة، إلى إرسال المزيد من القوات إلى بلده المطل على بحر البلطيق، بسبب ما وصفه بـ»الحصار الروسي»، عقب حشد آلاف الجنود الروس في بيلاروسيا المجاورة.وفي وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية وصول نظام الصواريخ S400 المضاد للطائرات إلى بيلاروسيا، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبيرغ عقب اجتماع مع رئيس وزراء مقدونيا الشمالية ديميتار كوفاتشيفسكي، أمس، أن «الانتشار العسكري الروسي في بيلاروسيا هو الأكبر من نوعه منذ انتهاء الحرب الباردة»، ودعا روسيا إلى وقف التصعيد.