أعلنت نيوزيلندا البدء بفتح حدودها، واضعة بذلك نقطة نهائية على سنتين، فرضت خلالهما تدابير شديدة فصلت بين العائلات، وأقفلت أبوابها بوجه معظم السياح.وأوجزت رئيسة الوزراء جاسيندا آردرن، الخطة المؤلّفة من خمسة بنود الخميس، التي يُسمح بموجبها للمواطنين النيوزيلنديين المحصّنين بالكامل السفر من أستراليا، أواخر هذا الشهر.
عند الوصول، سيحتاجون إلى عزل أنفسهم، لكنهم لن يخضعوا لحجر الصحي في المراكز التابعة للدولة.بحلول يوليو، الأفراد المطعّمين بالكامل الآتين من أستراليا أو الذين لديهم تأشيرات من الدول المعفاة، بينها المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من الدول الأوروبية، سيتمكنون من الدخول إلى نيوزيلندا وعزل أنفسهم لدى وصولهم، وفق الخطة الموضوعة.وأشارت الحكومة على موقعها الإلكتروني إلى أنّ «العزل الفردي يمكن أن يكون في منزلك أو في مكان بديل ملائم».ومن غير المعلوم إن كان الأفراد غير المقيمين، في إمكانهم استخدام الفنادق، أو الشقق المستأجرة، أو أي أماكن بديلة لإجراء العزل الفردي.ويعتبر هذا الإعلان بمثابة تحوّل أساسي في نيوزيلندا، التي فرضت إجراءات على الحدود تُعد بين الأكثر شدّة في العالم، في رهانها على مكافحة «كوفيد-19».وحظرت البلاد معظم السياح الأجانب من الدخول في مارس 2020، وطلبت من الزوار الآتين الخضوع للحجر الصحي في مراكز تابعة للدولة، على نفقتهم الخاصة.وللتعامل مع أماكن الحجر الصحي المحدودة، أدخلت نيوزيلندا نظام اليانصيب، الذي سمح للمواطنين الدخول إلى قائمة الانتظار عبر الإنترنت في أوقات محدّدة على أمل الفوز بمكان.وترجم ذلك معاناة عاشها العديد من النيوزيلنديين للعودة إلى بلادهم، وبعضهم لم يرَ أحباءه منذ سنتين.لكن هذا النظام سمح لنيوزيلندا بإبقاء أعداد الإصابات بـ «كوفيد-19» متدنية، وسجّلت 53 وفاة جراء كوفيد في الدولة منذ بدء الجائحة، وفق وزارة الصحة النيوزيلندية.لكن آردرن تعرّضت للكثير من الضغوط لتخفيف القيود الحدودية المفروضة والسماح بالتالي لنيوزيلندا الاتحاد مع العالم، مع تقدير وجود نحو مليون نيوزيلندي يعيشون في الخارج.وقالت آردرن إنّ معاناة الحجر الصحي كانت «تفطر القلب»، متابعة «أنّ اللجوء إلى هذا الخيار، أنقذ أرواحاً من دون شك».وأضافت أنّ التدابير المفروضة على الحدود أعطت نيوزيلندا الوقت كي تكون «إحدى الدول الأكثر تحصيناً في العالم»، حيث تلقى اللقاح الكامل 93% من الأشخاص المؤهّلين، وفق وزارة الصحة.وأوضحت «أننا في مرحلة جديدة من الإستجابة لكوفيد»، مشيرة إلى أنّ «كوفيد كمرض لم يُصِب العديد منّا حتى اليوم، لكن مع انتشار أوميكرون نعلم أننا سنواجه الفيروس على نحو مباشر أكثر، غير أنّ الفرق هو أننا نملك كل الأدوات التي تساعدنا على مواجهته».وكانت نيوزيلندا أعلنت عن خروجها من مقاربة صفر كوفيد منذ أشهر.في أكتوبر، قالت رئيسة الوزراء جاسيندا آردرن إنّ البلاد ستبدأ التخلي عن استراتيجية صفر كوفيد باتجاه التعايش مع الفيروس.في الشهر التالي، أعلنت نيوزيلندا أنها ستبدأ تخفيف القيود على الحدود تدريجياً عام 2022، رغم أنّ تنفيذ هذه الخطط تأجّل بسبب انتشار «أوميكرون».سيُطلب من المواطنين في الخارج أن يكونوا ملقحين بالكامل ضد فيروس كورونا كي يُسمح لهم بدخول البلاد عند إعادة فتح حدودها.وتأتي خطوة نيوزيلندا في 3 فبراير مماثلة للخطوات التي أقدمت عليها جارتها أستراليا، وإسوة بنيوزيلندا، كانت أستراليا فرضت تدابير صارمة على الحدود لمنع انتشار كوفيد، المواطنون المحصنين بالكامل، أو الأشخاص الحاملين تأشيرة من بعض الدول بينها نيوزيلندا، واليابان، وسنغافورة، يمكنهم السفر إلى أستراليا.
دوليات
نيوزيلندا تتخلى عن استراتيجية «صفر كوفيد»
04-02-2022