غداة لقاء عزز فيه التعاون مع شريكه الأقوى دولياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، عدداً من زعماء وممثلي الدول بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وزعماء صربيا وكازاخستان وتركمانستان على أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ تستغل بكين افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لأخذ زمام المبادرة الدبلوماسية وسط توتر محتدم مع الولايات المتحدة.وفي أعقاب توقيع اتفاق «شراكة بلا حدود» مع روسيا لتدعم كل منهما الأخرى في مواجهات بشأن أوكرانيا وتايوان مع تعهد بزيادة التعاون في مواجهة الغرب، عقد شي الاجتماعات قبل مأدبة بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة في قاعة الشعب الكبرى في بكين. وهذه هي المرة الأولى التي ينضم فيها الرئيس الصيني إلى تجمع من قادة الدول منذ ما قبل تفشي «كوفيد 19» في أواخر عام 2019.
وقال الرئيس الصيني، في كلمة نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن «الصين بذلت قصارى جهدها للتغلب على تأثير وباء فيروس كورونا وأوفت بجدية بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي وعملت على ضمان إقامة أولمبياد بكين الشتوية في موعدها المحدد».ووصل ما يربو على 30 من قادة العالم إلى بكين لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 على الرغم من أن الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى أعلنت المقاطعة الدبلوماسية لدورة الألعاب، وسط تصاعد التوتر السياسي ومزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين.وردت صحيفة «غلوبال تايمز» التي تديرها صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية التي ذكرت أن الحدث لم يجذب سوى الزعماء «السلطويين» قائلة في افتتاحية، إن هذه التقارير تستخدم «عبارات مبتذلة معادية للصين عفا عليها الزمن».وذكرت شينخوا أن الرئيس الصيني بحث مع الزعماء الذين التقاهم استثمارات البنية التحتية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق وكذلك التعاون في مكافحة «كوفيد 19».وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن الرئيس الصيني أكد أن بلاده تولي لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة بالنظر لمحورية دور مصر في محيطها الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا وشرق المتوسط، بينما أكد السيسي اهتمام مصر بـ»جذب المزيد من الاستثمارات الصينية استغلالاً للفرص الاستثمارية الواعدة المتوفرة حالياً في مصر في مختلف القطاعات، أخذاً في الاعتبار ما تتمتع به الشركات الصينية في مصر من سمعة طيبة، وكونها أحد أهم مصادر الاستثمارات الأجنبية المباشرة والخبرة التكنولوجية المتقدمة في عدد من القطاعات الاقتصادية المصرية». وتمت مناقشة سبل التنسيق والتعاون المستمر لتحقيق الاستفادة المثلى لدول القارة من التعهدات الصينية في إطار مبادرة الحزام والطريق.وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال لقائه بن زايد، استعداد بلاده للعمل مع دول مجلس التعاون لتسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، معتبرا أنها «ستضخ حيوية جديدة للجانبين وكذلك للاقتصاد العالمي».وأضاف أن بلاده مستعدة أيضا للتعاون مع الإمارات لبناء شراكتهما الاستراتيجية «الشاملة» في «العصر الجديد»، وستشارك «بنشاط» في مشاريع التنمية الكبرى للإمارات، وتوسع تعاونها في مجالات تشمل الطاقة الجديدة والمتجددة والفضاء والطيران.من جانبه، قال ولي عهد أبوظبي، بحسب «شينخوا»، إن تعزيز العلاقة مع الصين يمثّل «أولوية» في السياسة الخارجية للإمارات، مضيفا أن أبوظبي «ستظل ملتزمة» بتوطيد الشراكة الاستراتيجية «الشاملة» مع بكين وتعميقها.وشدد على حرص الإمارات على تعزيز مبادرة «الحزام والطريق» الصينية لتؤتي ثمارها في الشرق الأوسط.
واشنطن
إلى ذلك، قال دانييل كريتنبرينك كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا أمس، إن الاجتماع بين الرئيسين الصيني والروسي كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا. وأضاف كريتنبرينك، «إذا غزت روسيا أوكرانيا، وتجاهلت الصين الأمر، فهذا يشير إلى أن الصين مستعدة للتغاضي عن محاولات روسيا لإكراه أوكرانيا أو دعمها ضمناً، حتى عندما تحرج بكين وتضر بالأمن الأوروبي وتخاطر بالسلام والاستقرار الاقتصادي العالمي». وفي تصعيد أميركي واضح، قرر الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، تمديد الرسوم الجمركية التي فرضت خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب على واردات معدات الطاقة الشمسية لمدة أربعة أعوام، لكنه خفف الشروط لاستثناء الألواح ثنائية الوجه التي تولد الطاقة على كلا الجانبين وهي المهيمنة بين المشاريع الأميركية الكبيرة.كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد فرض الرسوم الجمركية على واردات الطاقة الشمسية في عام 2018 باستخدام السلطة بموجب المادة 201 من قانون التجارة لعام 1974. وبدأت الرسوم بنسبة 30 في المئة ثم انخفضت إلى 15 في المئة.وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان، «أصرت حكومة الولايات المتحدة على تمديد إجراءات المادة 201 على الرغم من المعارضة القوية من الأطراف المعنية في الداخل والخارج، وهذه الإجراءات لا تساعد في التنمية القوية للصناعة المحلية في الولايات المتحدة، كما تشوه النظام الطبيعي للتجارة الدولية في الخلايا الكهروضوئية باعتبارها منتجاً جديداً للطاقة». وعبرت عن أملها أن تتخذ واشنطن إجراءات لتسهيل التجارة الحرة في منتجات الطاقة الجديدة والمساهمة في التنمية العالمية لاقتصاد أقل انبعاثاً للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.وأقر مجلس النواب الأميركي، أمس الأول، وبفارق ضئيل مشروع قانون بمليارات الدولارات يهدف إلى زيادة القدرة التنافسية الأميركية مع الصين عبر حصر تصنيع الشرائح الإلكترونية على الأراضي الأميركية واستثمارات بـ 52 ملياردولار بأشباه الموصلات التي تستخدم في صناعة الهواتف الذكية والسيارات و45 مليار دولار لتعزيز سلسلة الإمداد الأميركية.وعكس التصويت انقساماً كاملاً بين الديموقراطيين والجمهوريين بشأن «قانون الولايات المتحدة تنافس لعام 2022» إذ صوت له جميع الأعضاء الديموقراطيين فيما عدا نائب واحد بينما صوت ضده جميع الأعضاء الجمهوريين ما عدا نائب واحد فجاءت نتيجته 222 صوتاً مؤيداً إلى 210 أصوات معارضة.كوريون يتهمون الصين بـ «الاستيلاء» على «الهانبوك»
انتقد مسؤولون وسياسيون وناشطون في كوريا الجنوبية ما وصفوه بـ «الاستيلاء الثقافي» من جانب الصين، بعد أن ظهرت امرأة ترتدي زي «الهانبوك» التقليدي الكوري بين من يمثلون الجماعات العرقية المختلفة في الصين، خلال افتتاح الأولمبياد الشتوي في بكين أمس الأول.ويعيش في الصين نحو مليوني شخص من أصل كوري، نصفهم على الجانب الصيني من الحدود مع كوريا الشمالية، وهم أقلية معترف بها، وتحظى لغتهم وثقافتهم بحماية رسمية.وكتبت النائبة عن الحزب الحاكم لي سو يونغ: «هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الصين الثقافة الكورية وكأنها ثقافة خاصة بها»، مضيفة: «إذا تنامت المشاعر المعادية للصين لدى الشعب الكوري، من خلال تجاهل هذه القضية، فستكون عقبة كبيرة عند التعامل الدبلوماسي مع الصين في المستقبل».ووصف حزب «سلطة الشعب المعارض» استخدام الزي بأنه «عمل فظ للاستيلاء على ثقافة دولة ذات سيادة، وهو ما يلقي بظلاله على شعار الألعاب معا من أجل مستقبل مشترك».ورغم عدم صدور بيان رسمي من حكومة سيول، قال وزير الثقافة هوانغ أمس إن «الإشارة إلى الناس على أنهم أقلية يعني أنها لم تصبح دولة ذات سيادة، وهو ما قد يتسبب في سوء تفاهم بالعلاقات الثنائية».