بداية، لا يمكن النهوض بأي مجتمع وتحقيق تنمية مستدامة حقيقية من دون ارتكازها على العنصر البشري، وهو ما يعني ارتكازها على الاستثمار الوطني في التعليم وتطويره بما يتناسب مع تحديات العصر، وكل الدول التي حققت تنمية حقيقية، مثل سنغافورة وإندونيسيا، وسواهما، بدأت بالتعليم بصفته الركيزة الأساسية لأي نهضة وطنية حقيقية.

وفي شهر يناير الماضي، أصدرت أكثر من 35 جمعية نفع عام مجتمعة بياناً بعنوان "صرخة وطن"، دقّت فيه ناقوس الخطر بسبب تدنّي التحصيل الدراسي للطلبة، وتضمن البيان تشخيصاً للمشكلة، إضافة إلى اقتراحات لمعالجتها، وكان واضحاً حول مشكلة تدنّي التعليم وأهمية معالجته، ودعا مجلسَي الأمة والوزراء ووزارة التربية إلى تحمّل المسؤولية كاملة من أجل إعادة هيكلة الحركة التعليمية، وهو ما بحثته اللجنة التعليمية البرلمانية خلال اجتماعها الأخير، بحضور القيادات التربوية وعدد من المبادرين لإصلاح التعليم.

Ad

ورأت اللجنة ضرورة عقد مؤتمر وطني للتعليم، يشارك فيه أساتذة متخصصون من الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وكذلك أصحاب المبادرات والجمعيات الأهلية، إضافة إلى الحكومة والمجلس.

وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الخميس المقبل، يضمّ ممثلي الحكومة وأعضاء مجلس الأمة والمبادرين والمتخصصين لتحديد ملامح المؤتمر ومحاوره، وكذلك تحديد موعد انعقاده، للوصول من خلاله إلى وثيقة شاملة ونهائية - يمكن تسميتها خريطة طريق لإصلاح التعليم والنهوض به على أسس منهجية متخصصة - تتضمن ما تمّ التوصل إليه حول تشخيص المشكلة وأسبابها وسبُل حلها ومعالجتها.

وهي إذ تجمع مبادرات مؤسسات المجتمع المدني لإصلاح التعليم، مع رؤى أصحاب الاختصاص، مع اقتراحات وملاحظات أعضاء مجلس الأمة وخطط وأهداف الحكومة والقيادات التربوية، يمكن اعتبار هذه الوثيقة الرؤية الوطنية لكل المؤسسات ذات الصلة، ليتم تسليمها بعد ذلك إلى القيادة السياسية.

لا يمكن بناء الكويت الجديدة من دون إنقاذ التعليم، وإذا أردنا بناء كويت 2035 ، فلا بدّ أن تكون بوابة التعليم هي المدخل الرئيسي لتطوير مجتمعنا، والحديث عن تطوير ونهوض وتحقيق تنمية مستدامة من دون بناء جيل لديه تعليم متين، نوع من العبث، فالعنصر البشري هو العامل الأساس في تطوير المجتمعات والدول، ولذلك فإن مسؤوليتنا جميعاً - أعضاء مجلس أمة وحكومة وأصحاب اختصاص ومؤسسات مجتمع مدني - هي تشخيص المشكلات ووضع الحلول النهائية لرسم خريطة لإنقاذ التعليم على مستوياته كافة.

***

«Catalyst» مادة حفّازة:

شركاء التعليم + اهتمام حقيقي للتطوير والإنقاذ = خريطة الطريق للتعليم

● د. حمد محمد المطر