اليوم، أصبحت آمال أوروبا الهشة بكبح المحور الروسي الصيني الذي يهدف إلى غزو أوكرانيا في يد الرئيس البولندي أندجي دودا، فقد فاجأ دودا الجميع كونه رئيس الدولة الوحيد الذي حضر حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية يوم الجمعة الماضي من بين القادة المُنتخبين ديموقراطياً في الاتحاد الأوروبي، لكن أعلن مكتبه على الفور أنه سيستغل هذه الزيارة لمقابلة الرئيس الصيني شي جين بينغ والتعبير عن الرأي الأوروبي حول الاعتداء الروسي على أوكرانيا.يُعتبر توقيت تدخّل دودا بالغ الأهمية لأن اللقاء الأبرز في بكين سيجمع شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ تحاول موسكو جمع الحلفاء لتلقي الدعم ضد أي عقوبات غربية محتملة، ومن المتوقع أن يُصدر شي وبوتين وثيقة لتحديد موقفهما "المشترك"، وتقول روسيا إنها تنوي تعزيز تعاونها مع الصين في مجالَي الطاقة والمال، وهما قطاعان أساسيان للتصدي للحظر الاقتصادي.
صرّح المسؤولون في مكتب دودا لموقع "بوليتيكو" بأن الرئيس البولندي يريد استغلال اجتماعه مع شي جين بينغ في بكين للتطرق إلى "الحشد العسكري غير المبرر والتحركات العدائية التي تتبناها روسيا ضد أوكرانيا". أضاف مكتب دودا: "الصين عضو دائم في مجلس الأمن وجارة مهمة لروسيا، حيث سيستضيف الرئيس شي جين بينغ الرئيس بوتين في بكين، ونحن نؤمن بأهمية أن يسمع الجانب الصيني وجهة نظر أوروبية مختلفة حول الوضع القائم".ذكر مكتب دودا أيضاً أن بولندا ترأس راهناً منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقد أبدى الرئيس التزامه القوي بحصد دعم دولي واسع لمنع تصعيد الوضع. حتى الآن، تَقِلّ المؤشرات التي تثبت أن شي جين بينغ سيتأثر بالاحتجاجات الأوروبية، وقد بدأ المسؤولون في بكين يصطفون إلى جانب موسكو في الأزمة الأوكرانية، وعملياً، أعلنت الصين دعمها لروسيا حين دعت حلف الناتو إلى الامتناع عن ضمّ أعضاء جدد، وفي الأسبوع الماضي، دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ لي، نظيره الأميركي أنتوني بلينكن إلى التعامل بجدّية مع "المخاوف الأمنية الروسية المشروعة".قال وانغ: "يجب ألا نضمن أمن بلد واحد على حساب أمن الآخرين، ويُفترض ألا نضمن الأمن الإقليمي عبر تقوية الكتل العسكرية أو حتى توسيعها". في غضون ذلك، ساعدت الصين موسكو قي إعاقة محاولة أميركية لعقد اجتماع في مجلس الأمن حول أوكرانيا يوم الاثنين الماضي لتخفيض مخاطر اندلاع صراع محتمل.أعلن السفير الصيني في الأمم المتحدة، تشانغ جون: "طلبت الولايات المتحدة من المجلس عقد هذا الاجتماع المفتوح لأن انتشار القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية يطرح تهديداً على السلام والأمن الدوليين، لكن لا تستطيع الصين أن تؤيد وجهة النظر هذه، فقد أعلنت روسيا مراراً أنها لا تُخطط لإطلاق أي تحرك عسكري، وأوضحت أوكرانيا من جهتها أنها لا تحتاج إلى خوض الحرب، وأمام هذه الظروف نتساءل: ما سبب إصرار البلد على احتمال اندلاع الحرب"؟
مقالات
رئيس بولندا قد يعطل المحور الروسي- الصيني في ملف أوكرانيا
07-02-2022