على وقع الأزمة السياسية المفتوحة في العراق، وتزاحم الملفات الأمنية من استهداف المقرات الدبلوماسية والحزبية وعودة شبح الاغتيالات السياسية، حشدت كتائب «حزب الله ــــ العراق»، المدعومة من إيران، مئات المسلحين، أمس، على مدخل محافظة الأنبار (غرب) ذات الأغلبية السُّنية.

وفي تصريح لـ «الجريدة»، أكد مصدر سياسي رفيع المستوى بـ «الأنبار»، التي تعد من أكبر محافظات العراق مساحة، أن «كتائب حزب الله تريد الدخول إلى مدينة الفلوجة عنوة بحجة ملاحقة إرهابيين، وإذا لم تتمكن، فستسيطر على مدخلها»، موضحاً أن هذه التحركات «تهدف إلى المزيد من الضغط السياسي بحجة وجود إرهابيين في المدينة».

Ad

وذكر موقع قناة «العربية - الحدث»، نقلاً عن مصادر، أن تحركات «حزب الله» جرت دون موافقة قيادة العمليات المشتركة.

ويُتهم الحزب بالوقوف وراء استهداف مقرات سنية وكردية في الأسابيع الماضية رداً على التحالف مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي همش الفصائل المسلحة.

وبات مصير جلسة البرلمان العراقي المقررة اليوم لانتخاب رئيس في مهب الريح، بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا أمس إيقاف إجراءات ترشيح وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري لمنصب رئيس الجمهورية مؤقتاً للنظر في دعوى رفعت بعدم أهليته للمنصب بسبب دعاوى فساد.

ويأتي إقصاء زيباري ليزيد حالة الغموض حول مصير الجلسة التي لن يتحقق نصابها إلا بحضور ثلثي أعضاء مجلس النواب، لاسيما أن التيار الصدري أعلن مقاطعتها.

في سياق آخر، أفادت تقارير عراقية بأن بغداد أجرت اتصالات مع الرياض لبحث أسباب تأخر الجولة الخامسة من الحوار السعودي ـــ الإيراني.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أجرى، أمس الأول، اتصالاً برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، دان فيه أي استخدام للأراضي العراقية ضد أي دولة، مجدداً استعداد بلاده للعودة إلى الحوار مع الرياض.

وسبق ذلك، اتصال بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ونظيره العراقي فؤاد حسين تطرق إلى الحوار السعودي ـــ الإيراني الذي استضافت بغداد معظم جولاته.

وعقدت آخر جولة من المباحثات بين الطرفين في سبتمبر الماضي، وتوقفت بسبب تضارب الأولويات، إذ طالبت الرياض بأن تتعهد طهران بوقف دعمها العسكري للمتمردين الحوثيين وإقناعهم بالجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سياسي، وهو ما رفضته طهران معتبرة أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال تبادل فتح السفارات، ثم مناقشة الخلافات السياسية الأخرى.