فن التواصل مع الناس
لم أرَ حاكماً يتواصل مع شعبه كما تواصل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع شعبه، وهذه ليست المرة الأولى التي أشير إلى هذا الموضوع، لكننا نكتب ونكرر لعل أحداً يقرأ.كيلي بريان مواطنة أميركية تبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً من ولاية تينسي التي تبعد عن واشنطن العاصمة رحلة تصل إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة، تعمل ممرضة أصيبت بسرطان الثدي مرتين، ولم يكن لديها تأمين صحي، لكن بعد البرنامج التأميني للرئيس باراك أوباما تمكنت من أن تشارك في البرنامج كي تستطيع أن تؤمن تكاليف العلاج، وبالفعل حققت مطلبها.قررت أن تكتب رسالة للرئيس أوباما لشكره على برنامج التأمين الذي أقره بالتعاون مع الكونغرس، ولكن ما لم تتوقعه أن الرسالة من ضمن ملايين الرسائل من مختلف الولايات الأميركية وصلت بالفعل إلى يد أوباما، فلم يأمر أحد معاونيه بالرد على كيلي برسالة جوابية، لكنه أمر مساعديه بتنظيم ندوة بولايه تينسي وبمقربة من منزل الممرضة كيلي كي يشرح أهمية برنامجه للتأمين الصحي، وعندما أتى يوم الموعد لم يأمر أحد وزرائه بحضور الندوة بل توجه بنفسه لولايه تينسي كي يحضر الندوة التي تكلمت فيها كيلي عن معاناتها مع مرض السرطان وأهمية التأمين في مساعدتها لاجتياز أزمتها.
تروي كيلي أنها توقعت أن يأمر أوباما أحد مساعديه لاصطحابها إلى مقر الندوة، ولكنها عندما سمعت قرع الباب وذهبت لفتحه فوجئت أن الطارق كان أوباما نفسه الذي اصطحبها إلى مقر المؤتمر لتكون الممرضة كيلي بريان أول مواطنة أميركية تصاحب رئيسا أميركياً في موكب رئاسي. رئيس يرأس واحدة من أكبر بلدان العالم، فقط 330 مليون مواطن موزعون على خمسين ولاية اطلع الرئيس على رسالة مواطنة تعمل كممرضة أتى ليصطحبها ويستمع إلى قصتها.عزيزي المواطن عزيزتي المواطنة، ستحتاجين إلى وساطة خمسة نواب وثلاثين مرشحاً كي تستطيعي مقابلة وزير في حكومة معظم إنجازاتها تتعلق بمنع رياضة يوغا أو منع دورة للرقص الشرقي مخصصة للنساء أو إغلاق مركز مساج، واللي ما يصدق يجرب بنفسه، عن نفسي مليت، وغطيني وصوّتي يا صفية.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك!