مرت 3 سنوات منذ وصول المصرفي السابق في مجموعة غولدمان ساكس، روجر نغ، إلى الولايات المتحدة من جنوب شرق آسيا لمواجهة اتهامات فيدرالية بشأن دوره في مخطط لنهب المليارات من صندوق الثروة الماليزي المعروف باسم 1MDB. في ذلك الوقت، أدين رئيس الوزراء الماليزي السابق بارتكاب جرائم بينما دفعت "غولدمان" غرامات قدرها 5 مليارات دولار، واعتذرت عن خرق القانون، وهي واحدة من أكبر العلامات السوداء في تاريخها البالغ 153 عاماً.وسيقدم نغ وحده من بين جميع موظفي "غولدمان ساكس" للمحاكمة في الولايات المتحدة في الفضيحة التي امتدت من سنغافورة إلى هوليوود إلى وول ستريت وما بعدها، والذي اعترف أنه غير مذنب.
ومن المقرر أن تستمر محاكمة نغ، التي تأخرت مدة عامين بسبب الوباء، خمسة أسابيع على الأقل، حيث يواجه تهماً قد تعرضه للسجن ما يصل إلى 30 عاماً.وتعود تفاصيل القضية إلى اتهامات بسرقة 2.7 مليار دولار من صندوق الثروة الماليزي، وهي القضية التي تورط فيها العديد من المسؤولين، وتضمنت بعض الأموال المنهوبة وعمليات غسل الأموال شراء يخت فاخر بقيمة 200 مليون دولار، فيما ذهبت بعض الأموال إلى لوحات لمونيه وفان جوخ وباسكيات، وتم تمويل فيلم "ذئب وول ستريت".وتؤكد الملفات الفيدرالية الأميركية أن الخطة لم يكن من الممكن تنفيذها دون مساعدة المصرفيين في بنك غولدمان ساكس.وتم اتهام نائب الرئيس السابق للخدمات المصرفية الاستثمارية في ماليزيا، روجر نغ، بمساعدة تيم ليسنر، رئيس مؤسسة غولدمان السابق لمنطقة جنوب شرق آسيا والمصرفي الرئيسي المُتخصص في إدارة سندات صندوق التنمية الماليزي 1MDB، ورجل الأعمال الماليزي، جو لو، في غسل مليارات الدولارات المختلسة من صندوق 1MDB. كما أنه متهم بانتهاك قوانين مكافحة الرشوة الأميركية.ونفى لو، العقل المدبر للاحتيال، ارتكاب أي مخالفات، كما أنه لا يزال طليقاً. فيما أقر ليسنر سرا بالذنب في عام 2018 للتآمر لانتهاك قوانين مكافحة الرشوة الأميركية، وكذلك التورط في مؤامرة لغسل الأموال، ووافق على التعاون مع الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يكون شاهداً بارزاً في محاكمة نغ.وقال نغ إنه كان أول من أبلغ عن امتثال "غولدمان ساكس" بشأن لو، وأرسل "تحذيرات" بعدم التعامل معه. فيما قال محامي نغ، إن ليسنر تعاون مع الولايات المتحدة لتوريط نغ وإنقاذ نفسه.وتركز القضية المرفوعة ضد نغ، على أعمال "غولدمان ساكس" لجمع تمويل عبر إصدار سندات في عامي 2012 و2013 لصالح 1MDB بقيمة 6.5 مليارات دولار عبر 3 إصدارات. الأول كان لمشروع "ماغنوليا"، وهو صفقة تمويل ديون بقيمة 1.75 مليار دولار لشراء شركة طاقة ماليزية.وزعم جو لو، أن نغ وليسنر اتفقا على دفع رشاوى للمسؤولين لتسهيل صفقة السندات، والتي تم تحويل 577 مليون دولار منها لدفع رواتب مسؤولين مثل رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، حسبما قال المدعون. فيما جمع لو وآخرون 295 مليون دولار، كما تم تحويل حوالي 60 مليون دولار إلى شركة شارك في تأسيسها ربيب رئيس الوزراء الماليزي وقتها، وساعدت في تمويل فيلم "ذئب وول ستريت".
اقتصاد
فضيحة هزّت العالم شارك فيها «غولدمان ساكس»
09-02-2022