غداة 5 ساعات من المفاوضات بينهما في موسكو، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أنه حصل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء محادثاتهما، على تأكيد "بعدم حصول تدهور أو تصعيد" في الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.وقال ماكرون لصحافيين في طائرة تقلّه من موسكو إلى كييف حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تحتشد قوات روسية بأعداد كبيرة عند حدود بلاده: "كان الهدف بالنسبة إليّ وقف اللعبة لمنع حصول تصعيد وفتح احتمالات جديدة (...) تحقق هذا الهدف بالنسبة إليّ".
«مصدر مسؤول»
وفي وقت سابق، نقلت وكالات أنباء دولية عن مسؤول فرنسي لم تذكر اسمه قوله، إن بوتين تعهد لماكرون بعدم إجراء مناورات عسكرية جديدة قرب أوكرانيا في الوقت الراهن ،تمهيداً لاحتمال التوصل إلى تهدئة، وأنه وافق أيضاً على سحب القوات المشاركة في مناورات عسكرية في بيلاروسيا قرب الحدود الأوكرانية بمجرد انتهاء تلك المناورات.ونفى الكرملين أن يكون بوتين قد اتخذ أي تعهد من أي نوع فيما يخص المناورات، مضيفاً على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الوحدات الروسية في بيلاروسيا ستعود إلى أماكن انتشارها الدائم في روسيا كما هو مقرر ولم يطرح هذا الموضوع مع ماكرون.وأشار بيسكوف إلى أن روسيا وفرنسا لم تتمكنا بعد من التوصل إلى اتفاق لتخفيف التوتر، لكنه أضاف: "أما وقف التصعيد فهو أمر فائق الضرورة، لأن التوتر يزداد من يوم إلى آخر. نحن نرى أن الدول الغربية تبعث قوات إلى أوكرانيا وطائرات محملة بأسلحة، ومعدات عسكرية. وتنظم أوكرانيا مناورات تجرب فيها في هذه الأيام بالذات أنواعاً جديدة من التقنيات التي تتلقاها. وبالطبع يقود كل ذلك إلى توترات جديدة". وأشار بيسكوف إلى أن هذه الأسباب تجعل وقف التصعيد في المنطقة أمراً "مطلوباً إلى أقصى حد".وذكرت وكالات أنباء روسية، أن مناورات عسكرية بدأت في جنوب روسيا، أمس، بعد ساعات من الإعلان الفرنسي باريس. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن متحدث باسم قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية قوله إن الأسابيع الثلاثة من المناورات التكتيكية الليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة.ولم يوضح الإعلان الروسي ما إذا كانت المناورات تطوراً جديداً أو جزءاً من خطط طويلة الأمد. وقالت موسكو في ديسمبر الماضي، إن ثلاثة آلاف مناورة ستجرى في المنطقة الجنوبية خلال عام 2022.موسكو تتوقع «فوضى أميركية» في سورية
بعد أيام على إعلان واشنطن أنها تمتلك أدلة استخبارية عن تحضير روسيا لعمليات مزورة في أوكرانيا لتبرير غزو هذا البلد، صرحت دائرة الاستخبارات الخارجية الروسية، في بيان أمس، أن الاستخبارات الأميركية تخطط لتحريض المتطرفين في مدينتي دمشق واللاذقية السوريتين على القيام بأعمال محددة ضد القوات السورية والإيرانية والروسية بالتزامن مع احتياجات في السويداء.وجاء في البيان أن "واشنطن تعتزم إطلاق حملة إعلامية واسعة، بما فيها في وسائل الإعلام العربية، لخلق احتجاجات ضد الدولة في المجتمع السوري" لإبقاء وجودها هناك.
تسويات ومقترحات
وكان الرئيس الروسي، أعرب خلال مؤتمر صحافي مع ماكرون في وقت متأخر من مساء أمس الأول، عن استعداده "لإيجاد تسويات" وانفتاحه على مقترحات قدّمها نظيره الفرنسي فيما بدا أنه تنازل جزئي عن الضمانات الأمنية التي كانت تقترحها بلاده لخفض التوتر. من ناحيته، قال ماكرون إنّ "الرئيس بوتين أكّد لي رغبته في الحفاظ على الاستقرار وعلى وحدة أراضي أوكرانيا".والأسبوع المقبل سيزور ماكرون برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس بعد عودة الأخير من واشنطن. ويزور شولتس كييف وموسكو في 14 و15 الجاري.ولدى استقباله المستشار الألماني في البيت الأبيض تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، بـ"وضع حد" لخط أنابيب نورد ستريم 2 الذي يربط ألمانيا بروسيا في حال هاجمت موسكو أوكرانيا.وأرسلت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة تعزيزات عسكرية إلى أوروبا.ورفض بايدن الاجابة عن سؤال عن كيفية قيام بلاده بوقف "نورد ستريم2"، فيما رفض شولتس التعهد بإغلاق هذا الخط الذي يزود ألمانيا وأوروبا بالغاز الروسي، وفي كل مرة سئل فيها عن هذا الامر اكتفى بالاجابة بأن الغرب سيتخذ موقفاً موحداً .الكرملين يبرر «إهانة» بوتين لزيلينكسي
قال الكرملين أمس، إن الرئيس فلاديمير بوتين لم يقصد إهانة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما قال «أعجبك الأمر أم لم يعجبك، عليك أن تتحمّل، يا جميلتي»، في عبارة غير مستحبة باللغة الروسية تحمل إيحاءات جنسية. وكان بوتين يعلق على انتقاد زيلينكسي لبعض بنود اتفاقيات مينسك للسلام التي أبرمت عام 2015، بشأن النزاع في شرق أوكرانيا. وأثار التعليق جدلا على الإنترنت بين الناطقين بالروسية، إذ أشار البعض إلى أن بوتين استخدم عبارة تبرّر اغتصابا، فيما رأى آخرون أنها مجرّد عبارة تستخدم لتوبيخ الأطفال، وقال بعضهم إنها عبارة مأخوذة من أغنية تحمل لعباً على الكلام من العهد السوفياتي.وردّ زيلينسكي من جهته على بوتين، معتبرا أن أوكرانيا «جميلة فعلا»، لكن كلام بوتين ذهب «بعيدا»، ومضيفا «أوكرانيا صبورة» قبل كل شيء، و«الصبر فضيلة» في مواجهة «الاستفزازات الروسية».