على بعد نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، نجح الرئيس إيمانويل ماكرون في تحقيق اختراق محدود في جدار الأزمة بأوكرانيا، التي أعادت الحشود العسكرية على الخطوط التقليدية بين أوروبا وروسيا إلى مستوى غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة.

والتقى ماكرون، أمس، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في كييف، وقال إن تحقيق تقدّم باتجاه خفض التوتر بات ممكناً، غداة مفاوضات ماراثونية استمرت نحو 5 ساعات بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

Ad

وأضاف ماكرون، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي بكييف: «لدينا الآن إمكانية دفع هذه المفاوضات قدماً» بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً أنه يرى «حلولاً ملموسة وعملية» لخفض التوتر بين موسكو والغرب.

وفي الطريق إلى العاصمة الأوكرانية، أكد الرئيس الفرنسي أنه حصل من بوتين على تأكيد «بعدم حصول تدهور أو تصعيد» في الأزمة.

وقال لصحافيين في الطائرة: «كان الهدف بالنسبة إليّ وقف اللعبة لمنع حصول تصعيد وفتح احتمالات جديدة (...) تحقق هذا الهدف بالنسبة إليّ».

وكان الرئيس الروسي، أعرب خلال مؤتمر صحافي مع ماكرون، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، عن استعداده «لإيجاد تسويات» وانفتاحه على مقترحات قدّمها نظيره الفرنسي فيما بدا أنه تنازل جزئي عن الضمانات الأمنية، التي كانت تقترحها بلاده لخفض التوتر.

وفي وقت سابق، نقلت وكالات أنباء دولية عن مسؤول فرنسي لم تذكر اسمه قوله، إن بوتين تعهد لماكرون بعدم إجراء مناورات عسكرية جديدة قرب أوكرانيا، ووافق أيضاً على سحب القوات المشاركة في مناورات عسكرية في بيلاروسيا بمجرد انتهاء تلك التدريبات، لكن الكرملين نفى أن يكون بوتين اتخذ أي تعهد من أي نوع فيما يخص المناورات، مؤكداً أن موضوع المناورات في بيلاروسيا لم يطرح خلال لقاء الرئيسين.

رغم ذلك، شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على أن «وقف التصعيد فهو أمر فائق الضرورة»، متهماً الغرب بإرسال الجنود والأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، وبالتوازي، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية انطلاق ثلاثة أسابيع من المناورات التكتيكية الليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة.

وفي الأيام المقبلة، سيزور ماكرون برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس بعد عودة الأخير من واشنطن.

ولدى استقباله المستشار الألماني في البيت الأبيض تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، بـ«وضع حد» لخط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي يربط ألمانيا بروسيا في حال هاجمت موسكو أوكرانيا.

ورفض بايدن الإجابة عن سؤال عن كيفية قيام بلاده بوقف «نورد ستريم 2»، فيما رفض شولتس التعهد بإغلاق هذا الخط الذي يزود ألمانيا وأوروبا بالغاز الروسي، وفي كل مرة سئل فيها عن هذا الأمر اكتفى بالإجابة بأن الغرب سيتخذ موقفاً موحداً.

على مستوى آخر، أشار مراقبون إلى أن رفض ماكرون المبيت في الكرملين وتفضيله المكوث في فندق بموسكو يعود إلى حساسية أمنية بشأن إمكانية التجسس أو التنصت عليه داخل عرين بوتين، بينما انهمكت وسائل إعلام بخرق الرئيس الروسي للبروتوكول بإيماءة من يده للرئيس الفرنسي للحاق به، وعدم انتظاره للخروج معاً من المؤتمر الصحافي المشترك بينهما.