لليوم الثاني، أغلقت المدارس الثانوية والجامعات في ولاية كارناتاكا جنوب الهند ذات الأغلبية الهندوسية (12 في المئة مسلمين)، بعد أن أمرت سلطات الولاية بذلك لمدة ثلاثة أيام مع تصاعد الاحتجاجات فيها على قرار بحظر ارتداء الحجاب في المدارس أجّج غضب تلامذة مسلمين.

وفي الخامس من فبراير الجاري أصدرت حكومة الولاية التي يهيمن عليها حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي (BJP)، بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مرسوماً يلزم جميع المدارس باتباع الزي المدرسي الذي تضعه الإدارات، وطُلب من تلميذات الثانويات الحكومية عدم ارتداء الحجاب، وسرعان ما اعتمدت مؤسّسات تعليمية أخرى في الولاية المرسوم الذي رمت قيادات «بهاراتيا جاناتا» بثقلها لدعمه.

Ad

وقال وزير التعليم في الولاية بي.سي. ناغيش، إنه جرى تحديد الزي المدرسي بعد النظر في أوامر قضائية من جميع أنحاء البلاد تحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية.

واندلعت مواجهات في حرم مدارس بين طلاب مسلمين يدينون الحظر، وآخرين من الهندوس يقولون، إنّ زملاءهم يعطّلون دراستهم. وزادت حدة التوتر في الأيام الأخيرة خصوصاً في مدينة أودوبي الساحلية مع دخول طلاب يرتدون شالات الزعفران التي يرتديها عادة الهندوس فصول الدراسة لإظهار دعمهم لحظر الحجاب في مدارسهم.

ودعا رئيس حكومة الولاية باسافراج بوماي إلى الهدوء، أمس الأول، وقال: «أناشد جميع الطلاب والمعلمين وإدارات المدارس والجامعات... الحفاظ على السلام والوئام».

وقال عائشة، التلميذة في جامعة المهاتما غاندي بمدينة أودوبي «فجأة يطلبون منّا ألا نرتدي الحجاب... لماذا الآن؟».

وأضافت أنّ أستاذاً طردها من امتحان الكيمياء لارتدائها الحجاب. وتابعت لوكالة فرانس برس «لسنا ضدّ أيّ ديانة. لا نحتجّ ضدّ أيّ شخص. نطالب بحقوقنا فحسب».

من جهته، قال التلميذ أرموت وقد وقف على مقربة من مجموعة من الفتيان الهندوس إنّ الخلاف حال دون حضوره الحصّة الدراسية.

وأضاف: «طلبنا منهنّ عدم ارتداء الحجاب... لكنّهن اليوم يرتدينه. لا يسمحوا لنا بالدخول» إلى الصف.

ويأتي هذا التوتر عشية الانتخابات المقررة في ولاية أوتار براديش، أكبر ولاية هندية من حيث عدد السكان، التي يسعى رئيس ولايتها يوغي أديتياناث (49 عاماً)، الراهب الهندوسي المعروف بتصريحاته المناهضة للمسلمين، للفوز بولاية جديدة لحزب «بهاراتيا جاناتا» وقد يصبح في حال فوزه، في موقع الصدارة لخلافة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وفي صلب الانتخابات التي تجري في ولاية أوتار براديش، حيث سيدلي أكثر من 200 مليون شخص بأصواتهم في انتخابات ماراثونية تمتد سبعة أسابيع، مخاوف المسلمين في مدينة ماثورا القريبة من العاصمة نيودلهي، من مواجهة دينية وشيكة في المدينة بسبب دعوات يؤيدها «بهاراتيا جاناتا» لهدم مسجد يعود إلى فترة المغول وبناء معبد هندوسي أسوة بما حصل مع مسجد بابري في أيوديا الذي هدمه قبل ثلاثة عقود متطرفون هندوس يقولون إن الموقع كان معبداً أقدم بكثير من تاريخ الغزو المغولي الإسلامي للهند.

ويخشى المسلمون من أن تؤدي الانتخابات المحلية المرتقبة في الولاية الأكبر من حيث عدد السكان، إلى تكرار مثل تلك المحاولات في أماكن أخرى.

وأثار هدم مسجد بابري في أوائل تسعينيات القرن الماضي أعمال شغب طائفية أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص.

ولعب حزب «بهاراتيا جاناتا» دوراً محورياً في الحملة ضد المسجد وأيّد بحماسة بناء معبد للإله رام في مكانه وتجديد العديد من المواقع الدينية الأخرى.

ويقول تشامبات راي، العضو في الصندوق المشرف على أعمال المعبد في ايودا، إن المعبد سيكون «رمزاً للعزة القومية واحترام الذات» مضيفاً أن هدم المسجد حطم بشكل رمزي الأغلال التاريخية لحكم المسلمين خلال سلالة المغول. وتابع «لا دولة أخرى في العالم تبقي رموز عبوديتها حية».