ضمن سلسلة فعالية "عاشق الخزف" في موسمها الثاني، التي يقدمها الخزاف علي العوض والخزاف الأردني يعقوب العتوم، جرى استضافة الخزاف عباس مالك في محاضرة "أونلاين"، للحديث عن مسيرته الفنية، والاطلاع مباشرة على ورشته الخزفية، وأيضا مشاهدة تقنية "حريق الراكو".

في البداية، قال العوض عن مالك، إنه من رواد فن الخزف بالكويت، ومارس الخزف فترة طويلة تصل إلى نحو 50 عاما، وإنه منذ عام 1972 يعمل بمجال الخزف، ودرس في العديد من المدارس، وله الكثير من الأنشطة، وكان مدربا للعديد من الخزافين الكويتيين، كما أنه شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية، وحاصل على الكثير من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة مهرجان القرين، إضافة إلى جائزتي السعفة والدانة الذهبية، وحاليا يدرب في المركز الحرفي التابع لوزارة الشؤون.

Ad

وفي حديثه عن الخزاف مالك، أكد العتوم أنه يتميز بأسلوب رائع جدا في طريقة تعامله مع خزفياته، مضيفا: "نجد في مكوناته روح عشق الراكو".

البحث والاطلاع

بعدها، استعرض مالك مجموعة من أعماله الخزفية والمنحوتات في ورشته الفنية، وقدَّم شرحا وافيا عنها، والتي تبرز بعضها معالم الكويت، ومنها الأبراج، والاهتمام بحرفة الغوص، وصيد السمك، والصحراء، وبرزت بعض الأعمال التي تبين اهتمامه بالتراث، وتوثيقه له.

وسلَّط مالك الضوء على إحدى التقنيات التي استخدمها في الخزف، وهي "البريق المعدني"، حيث بدأها في عام 1974.

البيئة الكويتية

ولفت إلى أنه كان له اهتمام كبير بتجريب المواد، والبحث والاطلاع في الكتب، حتى وصل إلى مراحل متقدمة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الألوان التي يستخدمها في أعماله خفيفة، لكن معظمها من الاختزال بتقنية الراكو.

من جانب آخر، تضمنت الاستضافة عرضا مرئيا لمجموعة من الصور، منها صورة مالك مع الفنان قاسم ياسين في مدرسة الصديق، وقال إن المدارس آنذاك كانت تقيم معارض سنوية للتربية الفنية، وصورة أخرى في الفصل له أثناء تعلم نحت الخزف في معهد المعلمين عام 1986، ومن ثم قدَّم صورا لأعماله الخزفية التي تُظهر البيئة الكويتية، باستخدام أساليب متعددة، منها الضغط اليدوي، والاختزال بالفرن.

وتابع مالك: "أدرس كل قطعة خزفية بدقة، وأقوم باختيار الألوان المناسبة لها، فالقطعة الخزفية تخدم اللون، والعكس صحيح".

وعن عشقه للتراث الشعبي الكويتي، قال إنه "النهج الذي رأيته لنفسي، فالتراث يسجل ويوثق لأحداث عاشها الإنسان خلال فترة معينة، وتركيزي على التراث الشعبي في أعمالي ينبع من رغبتي في توثيق أشكال الفنون في بلدي، والمتلقي سوف يلاحظ أن كل أعمالي عن البيئة الكويتية، خصوصا التراث الشعبي الغنائي، ومنها (الليوه)"، لافتا إلى أن الأعمال التي قام برصدها عاش لحظاتها في الماضي، ومرحلة النضج والعمل بتقنية "الراكو" كانت في عام 1994.

الموروث الشعبي

وحول رأيه في تقنية الراكو، ذكر أنها "تعطي جمالا فريدا للقطعة الخزفية، وتمتاز بروح المغامرة والمفاجأة، وتعطي أشياء لا يتوقعها الخزاف، فالاختزال هو الذي يتحكم في اللون، وفي كل حرقة راكو يقوم بها الخزاف درس جديد يتعلم منه شيئا".

وأشار مالك إلى أن أكسيد النحاس هو البطل الرئيسي في عملية الاختزال التي يقوم بها، ويُظهر الألوان الجميلة.

شهادات متنوعة

واشتمل اللقاء على جانب نقاشي، وأعطى الفنانون شهادات متنوعة للخزاف مالك، ومنهم الفنان قاسم ياسين، الذي قال إن "عباس مالك فنان متمكن وكبير، ووضع لنفسه بصمة، وله أسلوبه وتكنيكه وألوان خاصة عُرف بها. إنه فنان غيور على الموروث الشعبي، ويملك كل صفة الفنان أو الشاب الوطني الذي يضع بصمة لتراثه".

من جهته، وصف الفنان فواز الدويش اللقاء بالمتميز جدا، واعتبر أن الخزاف مالك أستاذه، وتعلم منه الكثير، وعرفه بفن الخزف والتقنيات المختلفة.

بدوره، قال د. تراث أمين إنه متابع لأعمال الخزاف مالك، وشكَّلت أعماله الموروث الشعبي التي تتناسب معها تقنية الراكو.

من ناحيتها، رأت الفنانة ديمة القريني أن الخزاف مالك فنان بمعنى الكلمة، وأعماله تتسم بتفاصيل دقيقة وجميلة، مؤكدة أنه يتوجب على الدولة عرض أعماله في المؤسسات والميادين، حتى يتم التعرف على الخزاف مالك وفنه عن كثب. فيما وصفت الخزافة د. منى سنبل تجربة الخزاف مالك بأنها رائعة.

فضة المعيلي