غداة استئناف المحادثات الدولية، التي انطلقت مطلع أبريل الماضي، بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا، بعد توقف استمر 10 أيام، لوحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تشارك بشكل غير مباشر في المباحثات، بأقوى تهديد لطهران في حال لم تنجح الجهود الدبلوماسية الرامية لإعادة الامتثال بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن ثلاثة مسؤولين بالبيت الأبيض، أمس، أن إدارة بايدن تعتقد أنه سيتعين عليها «شن جهود عدوانية لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي»، في حال عدم إنقاذ الاتفاق نهاية فبراير الجاري.

Ad

وذكر المسؤولون، أن الإدارة الأميركية الحالية تعتقد أن أمامها حتى نهاية الشهر الجاري لإنقاذ اتفاق إيران النووي، «أو سيتعين على واشنطن تغيير مسارها».

ووصف مسؤول كبير في الإدارة الجولة الثامنة من محادثات فيينا الدائرة حالياً بأنها حاسمة، مضيفاً «نحن بصدق في المرحلة النهائية فعلاً».

وأشار مسؤول ثانٍ في الإدارة الأميركية إلى أنه «لا شيء مع إيران يمر عبر خط مستقيم على الإطلاق، لكننا نصل إلى لحظة حاسمة».

وذكر أنه في الآونة الأخيرة، أوضح وزير الخارجية الأميركي توني بلينكين أن الوقت ينفد، وشدد على أنه لم يتبق سوى أسابيع لإنقاذ الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

ويأتي أبرز تهديد من إدارة بايدن في وقت حضر رئيس الوفد الأميركي المفاوض روبرت مالي، جلسة استماع سرية عن بعد بـ»الكونغرس»، للردّ على أسئلة المشرعين بشأن تطورات المفاوضات غير المباشرة مع الجمهورية الإسلامية، وسط مخاوف بشأن وتيرة تقدّم برنامج إيران الذري، وتنفيذ العقوبات المفروضة عليها.

ترقب وأمل

ووسط ترقب لموقف الوفد الأميركي بفيينا، من المطالب الحساسة التي تسعى طهران للحصول عليها ضمن إجراءات تخفيف العقوبات التي فرضت عليها عقب انسحاب ترامب، بهدف إعادة القيود على برنامجها الذري، أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، لقاءات متعددة استمرّت حتى ساعات آخر الليل، إذ التقى في البداية منسق المفاوضات إنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ثم أجرى مباحثات مع المندوبين الروسي والصيني، قبل أن يلتقي كبار مفاوضي الترويكا الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ولفتت مصادر إلى أن «الوفد الإيراني ما زال يبدي تمسّكاً بمواقفه بشأن القضايا الحساسة العالقة خاصة بشأن العقوبات».

في غضون ذلك، بحث وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تطورات مباحثات فيينا، في اتصال هاتفي، وذلك بعد ساعات من محادثة هاتفية مماثلة بين عبداللهيان ونظيره الصيني وانغ يي.

وخلال المحادثة مع لافروف، أكد الوزير الإيراني أنّ بلاده «مستعدة للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت، لكن من دون وجود نظرة واقعية لدى الطرف الغربي، وخطواته الملموسة والحقيقية لن تتقدم المفاوضات بسرعة».

وأضاف عبداللهيان، وفق البيان أنّ «الرفع المؤثر للعقوبات مسألة مهمة جداً».

من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، أمس، عبر «تويتر»: «تظهر الأصوات التي تسمع من الإدارة الأميركية عدم وجود الانسجام اللازم في هذا البلد لاتخاذ قرار سياسي يدفع المفاوضات النووية نحو الأمام»، مؤكداً أنه «لا يمكن لحكومة أميركا أن تدفع ثمن نزاعاتها الداخلية بانتهاك الحقوق القانونية لإيران»، في إشارة إلى تهديد نواب بالحزب الجمهوري بإعاقة أي اتفاق نووي مع طهران بحال لم يعرض على «الكونغرس».

في موازاة ذلك، زعم مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أن بإمكانية طهران تخصيب اليورانيوم بأي درجة نقاء ترغب بها، في إشارة إلى بلوغ «العتبة النووية» التي تتيح انتاج أسلحة ذرية بواسطة يورانيوم مخصب بنسبة 90 في المئة.

وقال إن طهران عملت عبر 3 مسارات على مراجعة وهيكلة إدارة منظومتها بهدف سد الثغرات، بعد تعرض منشآتي نطنز وفردو لعمليات تخريب يعتقد أن إسرائيل تقف وراءها.

صاروخ جديد

في غضون ذلك، كشف رئيس أركان القوات المسلحة، اللواء محمد باقري، عن صاروخ «خيبر شكن» طويل المدى والذي يصل مداه إلى 1450 كيلومتراً وقادر على الوصول لإسرائيل.

وأفادت وكالة أنباء «مهر» بأن الصاروخ بعيد المدى، تم تطويره وإنتاجه بواسطة «الحرس الثوري». وذكرت أنه بفضل تصميمه الأمثل الذي أدى إلى خفض وزنه بمقدار الثلث مقارنة بالعينات المماثلة وتقليل وقت إعداده وإطلاقه إلى السدس.

وأضافت أن «خيبر شكن الاستراتيجي من الجيل الثالث للصواريخ بعيدة المدى التابعة للحرس، وله ميزات فريدة، فهو يعمل بالوقود الصلب وفي مرحلة الهبوط لديه القدرة على المناورة لاختراق الدروع الصاروخية». وتزامن استعراض الصاروخ الإيراني المثير لقلق القوى الإقليمية والأوروبية مع مواصلة قائد القيادة الوسطى الأميركية كينيث ماكينزي، جولة في الخليج شملت الإمارات والبحرين. وأمس الأول، بحث ماكينزي، مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، المستجدات الإقليمية والدولية.

في السياق، شن اللفتنانت جنرال مايكل كوريلا، مرشح الرئيس الأميركي لخلافة ماكينزي، هجوماً لاذعاً على إيران وقال، إنها «المصدر الأول لزعزعة استقرار الشرق الأوسط حالياً»، داعياً إلى جبهة موحدة بين واشنطن وحلفائها بالمنطقة لـ»مواجهة أنشطة طهران الخبيثة».