واصل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هجومه على "قافلة الحرية" التي بدأت قبل نحو 14 يوماً كاحتجاج على قرار إلزام سائقي الشاحنات بتلقي اللقاح لعبور الحدود مع الولايات المتحدة، لكنها سرعان ما تحولت إلى حراك ضد الإجراءات الصحية ككل وضد الحكومة.وقال ترودو، أمس الأول أمام النواب، إن "عمليات الإغلاق والتظاهرات غير القانونية غير مقبولة" ولها "تأثير سلبي على أعمالنا ومصنّعينا"، بينما تشهد العاصمة أوتاوا وبعض طرق التجارة الأساسية شللاً منذ عدة أيام.
وشدد رئيس الوزراء على أنه "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوضع حد لذلك".وزاد إغلاق جسر "أمباسادور" الأساسي على الحدود مع الولايات المتحدة منذ الاثنين حدة التوتر، فرغم ما لأوتاوا من رمزية قوية لكنها ليست عاصمة اقتصادية. في العادة، يعبر هذا الجسر يومياً نحو 40 ألف شخص وما يعادل 323 مليون دولار أميركي من البضائع.بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن "التعطيل يهدد سلاسل الإمداد وصناعة السيارات لأن هذا الجسر يمثل قناة رئيسية"، مشيرة إلى أن فريق الرئيس جو بايدن على "اتصال وثيق" مع سلطات الحدود الكندية والأميركية.كما قال وزير الدفاع المدني الكندي بيل بلير خلال مؤتمر صحافي، إن "تعطيل تدفق السلع والخدمات الأساسية عبر جسر أمباسادور له تأثير كبير على الصناعة والعمال الكنديين". وأضاف أن نحو 5000 عامل مصنع في المنطقة اضطروا للعودة إلى منازلهم، أمس الأول، بسبب "أعمال إجرامية" من المتظاهرين. وأعرب درو ديلكينز رئيس بلدية وندسور، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، عن "قلق عميق" بشأن العواقب الاقتصادية للاحتجاجات وطالب بتعزيزات أمنية لإنهائها.على بعد آلاف الكيلومترات من وندسور، أغلق متظاهرون مرة أخرى معبر كوتس الحدودي في ألبرتا (غربا) ومحيط برلمان وينيبيغ في مانيتوبا (الوسط).وفي باريس، حظرت الشرطة في باريس "قافلة حرية" مماثلة لما جرى في كندا لسائقي الشاحنات ضد القيود المرتبطة بفيروس كورونا، التي انطلقت قوافل للمشاركة فيها بالفعل في بعض المدن الفرنسية على أن تصل إلى الذروة غداً.وهددت الشرطة بتغرين المخالفين غرامات كبيرة، وسحب سياراتهم وإدراج ذلك في ملفها. وقال المتظاهرون، إنهم قد يتجهون إلى بلجيكا في مسيرة شاحنات لملاقاة احتجاجات مماثلة هناك. بدورها ألقت الشرطة النيوزيلندية القبض على أكثر من 120 شخصاً أمس، أثناء محاولة الشرطة فض موقع احتجاج خارج مبنى البرلمان، أقامه معارضو إلزامية التطعيم ضد فيروس كورونا.وكان الآلاف من المتظاهرين، الذين يبدو أنهم يحذون حذو سائقي الشاحنات المحتجين في كندا، قد توجهوا لمبنى برلمان نيوزيلندا في ولينغتون في مسيرة بالشاحنات الثلاثاء للإعراب عن عدم رضاهم عن قواعد مكافحة فيروس كورونا الصارمة.وأدى المحتجون رقصات "الماوري هاكا" التراثية التي تمثل القوة والوحدة لدى قبائل السكان الأصليين خلال مواجهتهم عناصر الشرطة الذين تحركوا لإخلاء باحة البرلمان المحاصر منذ ثلاثة أيام من قبل المتظاهرين.وفي خطوة نادرة، أغلقت الشرطة الدائرة المحيطة بمقر البرلمان لمنع وصول تعزيزات الى المحتجين قبل أن تتقدم قوة منها لإزالة معدات التخييم.
دوليات
«انتفاضة الشاحنات» في كندا تقلق واشنطن وتتمدد إلى أوروبا ونيوزيلندا
11-02-2022