نعى باحثون كويتيون في علم الفلك اليوم الخميس العالم الفلكي الراحل الدكتور صالح العجيري مستذكرين محطات وقبسات من انجازاته في العلوم الفلكية وما حققه في هذا المجال للإنسانية باسم دولة الكويت.وأكدوا في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن الراحل العجيري شكل هامة علمية موثوق بها أثرت ايجاباً في الحياة المجتمعية بما قدمه من علوم لامست الحياة اليومية لكل انسان ابتداءً من رزنامته السنوية وبياناته العلمية وكتبه القيمة.
وقال الباحث الفلكي والمؤرخ ورئيس الجمعية الفلكية الكويتية «تحت التأسيس» عادل السعدون إن الكلمات تعجز عن ذكر ما قدمه الفلكي العجيري للكويت عبر اسهاماته الكثيرة في علوم الفلك إذ كان من الرواد في منطقة الخليج في إصدار الروزنامات وتدريس علم الفلك.وأشار السعدون إلى تكريم الكويت له عبر بمنحه الدكتوراه الفخرية وحصوله على العديد من الجوائز التقديرية والعلمية في الوطن العربي نظير ما قدمه من علم نافع ذاع صيته في المنطقة.وأوضح أن اطلاق اسمه على المرصد الفلكي دليل على مكانته العلمية وريادته في علوم الفلك، لافتاً إلى نشره أكثر من 15 كتاباً عن الفلك ساهمت بإيجاد جيل من الفلكيين في الكويت والخليج العربي.من جهته، أشاد الفلكي بدر العميرة بالمسيرة الحافلة للعالم الراحل وما قدمه من اسهامات علمية رفعت المكانة الدولية للكويت في مجال علوم الفلك وخلق بها جيلاً متحمساً وواعياً من الباحثين في هذا العلم.وقال العميرة إن «تقويم العجيري» يعد الاتصال المباشر ما بين العجيري والناس حيث عرف به واستطاع من خلال هذا التقويم أن يدخل كل بيت وكل مؤسسة وكل هيئة سواء حكومية أو أهلية وأن يكون علاقة مباشرة مع كافة الأفراد فلا يستدل أحداً بشيء فيما يتعلق بالفلك والمناخ إلا قال «قال العجيري» وبهذا أصبح مرجعاً موثوقاً في هذا العلم.وأضاف أن ما يدل على تفوق الراحل العجيري هو استزادته من العلوم في وقت كانت الأمية والجهل والخرافات المرافقة للظواهر الفلكية تسود المنطقة إلا أنه شق طريقه نحو العلم ونقله لعامة الناس بطريقة سلسلة ومحببة عبر تقويم العجيري إضافة إلى ما نقله للمختصين عبر كتبه ومحاضراته.من جانبه، استذكر الباحث الفلكي عادل المرزوق الاستفادة الجمة التي حققها الفلكيون في الكويت ومنطقة الخليج من المؤلفات والأبحاث والمحاضرات التي قدمها العالم الراحل، مبيناً أن هذه الكتب والاصدارات اختصرت الكثير على الفلكيين إذ قدمت لهم معلومات مهمة يصعب تجميعها منها ما يتعلق بمناخ شبه الجزيرة العربية والظواهر الفلكية والتقويمات والمواسم المناخية وكل ما يتعلق بالانسان وربطه في البيئة المحيطة به.واستعرض المرزوق بعضاً مما أنجزه الراحل العجيري واستفاد منها كل الفلكيين مثل أبحاثه حول «المناخ والمواسم الزراعية في الكويت» و«وسائل تعيين الجهات» و«التواريخ قديماً وحديثاً» و«استخدام الحاسبات الفلكية في اثبات الرؤية الشرعية للهلال» وكتاب «علم الميقات» وكتاب «الاهتداء بالنجوم في الكويت» وغيرها الكثير من المؤلفات الثمينة.بدوره، قال عضو الجمعية الفلكية الكويتية «تحت التأسيس» فهد المشحني إنه تعلم مباشرة من الراحل العجيري وتلقى الدعم والمساندة منه حيث كان معروف عنه دعم الفلكيين وشحنهم بالعلوم لتأسيس أجيال من الفلكيين الكويتيين.وأضاف أن الكتب القيمة للعجيري وأبحاثه ساهمت بشكل كبير في انشاء جيل من الفلكيين الكويتيين وفي حب تعلم علم الفلك ورصد الظواهر المناخية ما أوجد وعياً كبيراً لدى الناس بما يتعلق في بيئتهم المحيطة.من جانبه، أكد الباحث الفلكي الدكتور علي حسين أهمية ما قدمه الراحل العجيري من علوم ذات فائدة للكويت والخليج، مشيراً إلى أنه مثال يحتذى به إذ تلقى العلوم الفلكية في أصعب الظروف كما استمر بالعطاء حتى أواخر أيام حياته.وأضاف أن الكويت ولادة للنوابغ في كافة المجالات ومن المؤكد أن العالم العجيري على رأس الهرم بما حقق من شهرة فاقت الحدود المحلية والتصقت في مخيلة أجيال عديدة نتيجة لتفانيه في العلم ونقله للجميع.من ناحيته، عبر محترف التصوير الفلكي عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية الفلكية تحت التأسيس علي البلوشي عن تعازيه قائلاً «بعيون دامعة وقلوب خاشعة راضية بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة العم صالح العجيري سائلين الله لأسرة الفقيد الصبر والسلوان وللمرحوم الرحمة والمغفرة».
محليات
فلكيو الكويت يستذكرون محطات وقبسات من انجازات صالح العجيري
10-02-2022