في وقت كشفت مصادر عن توجه «البيت الأبيض» لإعادة تسمية جماعة «أنصار الله» الحوثية منظمة إرهابية في ظل تصعيدها لهجماتها العابرة للحدود أخيراً، جُرح 12 مدنياً، من جنسيات مختلفة، جراء اعتداء بطائرة مسيرة مفخخة على مطار أبها جنوب السعودية أمس.

وذكر «تحالف دعم الشرعية»، في بيان، أن شظايا اعتراض «الدرون» سقطت في محيط المطار وتسببت في إصابات متفاوتة لمسافرين وعاملين، مشيراً إلى «عودة الحركة الجوية بانسيابية في المطار بعد إجراءات السلامة المعتادة».

Ad

وأكد «التحالف» الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين، أنه سيتخذ «إجراءات عملياتية حازمة استجابة لتهديد استهداف المطارات المدنية والمسافرين».

وجاء أحدث اعتداء يستهدف المملكة بعد سلسلة هجمات غير مسبوقة شنتها الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، على الإمارات رداً على الانتكاسات والضغوط العسكرية التي تتعرض لها في وسط وشمال اليمن منذ شهر.

تعهد بايدن

وليل الأربعاء ـــ الخميس، أفاد «البيت الأبيض» بأن الرئيس جو بايدن والعاهل السعودي الملك سلمان ناقشا تطورات المنطقة ومنها هجمات الحوثيين على أهداف مدنية في السعودية.

وأضاف، في بيان، أن الرئيس الأميركي أكد للعاهل السعودي أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الرياض في الدفاع عن شعبها وأراضيها من هجمات الحوثيين، لافتاً إلى أن بايدن أطلع الملك على تطورات المحادثات الدولية الرامية «لإعادة فرض قيود على برنامج إيران النووي»، في إشارة إلى مفاوضات فيينا التي تخوضها واشنطن مع طهران بشكل غير مباشر لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان أبلغ بايدن «حرص المملكة على الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن».

نقاش وتعاون

في هذه الأثناء، ذكرت مصادر مطلعة لموقع «أكسيوس» أن البيت الأبيض يناقش إمكانية إعادة تصنيف الميليشيات الحوثية منظمة إرهابية أجنبية.

وقالت المصادر إن مجلس الأمن القومي بـ«البيت الأبيض» يميل إلى إعادة تسمية الحوثيين منظمة إرهابية، بينما تدعم وزارة الخارجية استهداف قادة حوثيين محددين بعقوبات، لكن ليس «أنصار الله» كحركة.

وقبل أسبوعين، صرح بايدن، بأن وضع الميليشيات الحوثية على قوائم الإرهارب مجدداً هو مسألة قيد النظر، في خطوة رحبت بها الإمارات التي تضغط من أجلها.

في السياق، علق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» جون كيربي، على إعلان قوات «الحرس الثوري» الإيراني، أمس الأول، الكشف عن صاروخ بالستي جديد يحمل اسم «خيبر الضارب» ويصل مداه إلى 1450 كيلومترا، وقال إن واشنطن تعمل بجد مع شركائها وحلفائها في المنطقة لمواجهة التهديد الصاروخي الإيراني.

وأضاف كيربي: «إنهم يزعزعون استقرار المنطقة ويدعمون الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة ويعطلون النقل البحري والملاحة»، لافتاً إلى أنهم «يطلقون برنامج صواريخ بالستية مصممة لأغراض هجومية لإلحاق أضرار قاتلة بدول أخرى وشعوب أخرى وحلفائنا وشركائنا»، وأن الولايات المتحدة تعتبر ذلك تهديداً للأمن القومي في المنطقة لشعبنا ومنشآتنا وحلفائنا وشركائنا.

انتقاد إيراني

في المقابل، هاجم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الذي تقاوم بلاده محاولة واشنطن لتوسيع التفاهم المحتمل بشأن إحياء «الاتفاق النووي»، ليشمل المخاوف الإقليمية من دعم طهران للجماعات المسلحة وبرنامجها البالستي، عمليات «تحالف دعم الشرعية» في اليمن.

وقال رئيسي في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، إنه ينبغي وضع حد لما وصفه بـ«جرائم القتل الجماعي للتحالف»، مضيفاً أن «التدخلات الأجنبية، تشكل السبب الرئيس في انعدام الأمن داخل المنطقة»؛ داعياً إلى «حل الأزمة اليمنية عبر الاحتكام إلى الحوار اليمني اليمني».

وحول المفاوضات النووية في فيينا، قال الرئيس الإيراني إن «تمسك الإدارة الأميركية بسياسات حكومة دونالد ترامب البائدة حجر عثرة أساسية في مسار التقدم المنشود خلال المفاوضات الجارية بفيينا».

تقدم وقصف

وتأتي تلك التطورات غداة شنّ مقاتلات «التحالف» الذي تقوده السعودية، 26 غارة على تجمعات للحوثيين، في حين أحرزت قوات الجيش اليمني مكاسب ميدانية جديدة في محافظة حجة، قرب الحدود السعودية.

وحسب البيانات الرسمية، فقد نفذ الطيران الحربي خلال يناير الماضي 1.097 غارة جوية في ثلاث محافظات يمنية، أسفرت عن مقتل 5.940 عنصراً من الحوثيين، وتدمير 684 آلية عسكرية.

على صعيد قريب، تضاعف عدد الضحايا المدنيين في النزاع باليمن منذ انتهاء ولاية فريق خبراء الأمم المتحدة المكلفين مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان، أكتوبر الماضي، حسبما أفاد المجلس النرويجي للاجئين أمس.

وأوضح المجلس أنه «في الأشهر الأربعة التي سبقت نهاية مراقبة حقوق الإنسان، قتل أو أصيب 823 مدنيا في الحرب. وفي الأشهر الأربعة التالية كان العدد 1535 مدنياً».