«الفلك» يودِّعُ عالِمَه الجليل صالح العجيري
• الأمير: قامة علمية شامخة يشار إليها بالبنان محلياً وخارجياً
• ولي العهد: خدماته ستظل شاهدة على إخلاصه وحبه للكويت
• شخصيات نيابية ودبلوماسية تؤبن الراحل وتشيد بإنجازاته
• الغانم: مسيرته زاخرة بالتميز والتفاني في خدمة الوطن
• العسومي: نموذج ملهم
• روح الدين: ركن أساسي بحياة الكويتيين
• المضف: رمز للعطاء والعلم
• الصقر: خلَّف إرثاً علمياً عظيماً
بعد رحلة مليئة بالعطاء والإنجازات، فقدت الكويت، أمس، عالم الفلك الجليل العم الدكتور صالح العجيري عن عمر ناهز الـ 102 عام.وبعث سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ببرقية إلى أسرة الراحل، أعرب خلالها سموه عن أحر التعازي وصادق المواساة «بوفاة أحد رجالات الوطن الأوفياء». واستذكر سموه «بالتقدير مناقب العالم الفقيد وأعماله الجليلة وإسهاماته المقدرة في خدمة وطنه خلال مسيرته الحافلة بالعطاء في المجال التربوي والرياضيات وعلم الفلك والأهلة حيث نهل من علمه الوافي العديد من رجالات الكويت»، مؤكداً أن الراحل «قامة علمية شامخة يشار إليها بالبنان على الصعيدين المحلي والخارجي وتجسد ذلك بالاحتفاء به وتكريمه مراراً وحصوله على العديد من الجوائز عرفاناً بعطائه الكبير».
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية إلى أسرة الراحل، أعرب خلالها سموه «عن صادق التعازي والمواساة لفقد أحد رجالات الكويت الأوفياء».واستذكر سموه «مناقب الفقيد ومآثره وما قدمه للوطن العزيز وأبنائه من خدمات جليلة ستظل شاهدة على إخلاصه وحبه للكويت». والراحل من أوائل الكويتيين الذين ارتبط اسمهم بعلم الفلك، إذ أرسله والده وهو في الـ 12 من عمره إلى البر ليتعلم الفروسية والرماية ويتعود الحياة القاسية، وهناك بهرته الشمس والقمر والقبة السماوية المرصعة بالنجوم، وشجعه والده على دراسة الفلك بعدما رأى شغفه به، فأرسله إلى القاهرة، وفي عام 1946 تخرج وحصل على شهادة الدبلوم في علم الفلك من مدرسة الآداب والعلوم التابعة لجامعة الملك فؤاد الأول، وفي عام 1952 منحته اللجنة الفلكية العليا للاتحاد الفلكي المصري الشهادة الفلكية العلمية الثانية تقديراً لأبحاثه القيمة، وفي 1981 حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت.وللراحل إنجازات عدة، أبرزها «تقويم العجيري» الذي اعتمدته حكومة الكويت تقويماً رسمياً للبلاد في 2006، إلى جانب «مرصد العجيري» الذي افتتحه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في 1986، فضلاً عن «مركز العجيري العلمي للبحث والتطوير في مجال علوم الفلك والفضاء» الذي تم إشهاره العام الماضي، لإيجاد بيئة حاضنة للإبداع الفلكي.و«الجريدة» التي آلمها هذا المصاب الجلل، تتقدم إلى أسرة الراحل بأحر التعازي، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.من جانبها، أشادت شخصيات رسمية محلية وعربية بمناقب الراحل، مثمنة إنجازاته التي تشكل إرثاً علمياً قيماً في مجال الفلك. واعتبر رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، في برقية لأسرة الراحل، أنه كان أحد رجالات الكويت الأفاضل، "فهو عالم جليل، وفلكي كبير، زخرت مسيرته بالتميز والعطاء الصادق والتفاني في خدمة الوطن".وبينما قال رئيس البرلمان العربي عادل العسومي "برحيل العجيري فقدنا رمزاً ونموذجاً ملهماً قاد مسيرة علمية زاخرة بإنجازات خدمت العرب والمسلمين في مجال الرياضيات والفلك"، نعى وزير الإعلام والثقافة حمد روح الدين "فقيد الكويت والوطن العربي، والذي كان ركناً أساسياً في حياتنا ككويتيين لما قدمه وبذله في مجال الفلك والتقويم".بدوره، نعى وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. علي المضف والأسرة التربوية العجيري "الذي يعتبر رمزاً من رموز العطاء والعلم، وقد تخرجت على يده أجيال ناجحة ذات بصمات تربوية وتعليمية ساهمت في رفعة شأن الكويت".ونعى مركز العجيري رئيس مجلس إدارته ومؤسسه، الذي نعاه أيضاً باحثون كويتيون في علم الفلك، مستذكرين محطات وقبسات من إنجازاته في العلوم الفلكية وما حققه في هذا المجال للإنسانية باسم دولة الكويت، في وقت نعت حركات المجتمع المدني وادارة النادي العلمي الراحل، داعية تلاميذه ومحبيه والسائرين على دربه إلى استكمال مسيرته العلمية.وعبر عدد من السفراء العرب للكويت عن تعازيهم بالراحل، ومنهم سفير سلطنة عمان لدى البلاد د. صالح الخروصي والإمارات د. مطر النيادي ومصر أسامة شلتوت وفلسطين رامي طهبوب، معتبرين أن الراحل كان يمثل قيمة علمية كبيرة للكويت والعرب.
الصقر: خلَّف إرثاً علمياً عظيماً
عبّر رئيس غرفة وتجارة وصناعة الكويت محمد جاسم الصقر عن عميق الحزن والأسى لفقد الكويت أحد أبنائها الأبرار ورجلاً من رجالاتها الأفذاذ العالم الجليل والفلكي الكبير العم الدكتور صالح العجيري، مؤكداً أن الراحل خلّف إرثاً علمياً عظيماً بعد رحلة عطاء حافلة قل نظيرها ضرب خلالها أروع الأمثلة في الاجتهاد العلمي النافع.وبينما استذكر الصقر صداقة الطفولة التي كانت تربط بين والده والعم العجيري، بحي القبلة، مما ساهم في معرفته إياه عن كثب، والوقوف على خصاله الإنسانية النبيلة، ولذا "فقد عشقناه صغاراً، واحترمناه كباراً، وأكبرناه شيوخاً"، أكد أن الراحل ستظل سيرته الخيرة النيرة حاضرة تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم أهله والكويت الصبر والسلوان.