في محاولة حذرة لتفادي اقتتال شيعي بالعراق، توصلت اللجنتان المشكلتان من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقائد «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، إلى 6 نقاط حول الاغتيالات والأحداث الأمنية المتفاقمة في محافظة ميسان.

وجاء في بيان مشترك لمخرجات «اجتماع أبناء الأب الواحد محمد الصدر في محافظة ميسان»: «ندين ونستنكر جميع جرائم القتل في المحافظة، وندعم ونساند القضاء والأجهزة الأمنية، من أجل أخذ الدور الأكبر في فرض القانون والحد من الجريمة».

Ad

وذكر البيان: «نقف على مسافة واحدة من الجميع، واستمرار عمل اللجنة ومتابعة التحقيق وكشف الجناة من أجل أخذ جزائهم العادل قانونيا»، مضيفا: «ندعو أهالي ميسان إلى التحلي بالصبر لتفويت الفرصة على من يريد إثارة الفتنة بين أبناء الأب الواحد».

وطالب الجانبان «وسائل الإعلام بتوخي الحذر والدقة في نقل الأخبار من مصادرها الصحيحة، وليس مما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي المغرضة».

وشهدت ميسان، جنوب العراق، اغتيالات عدة طالت أعضاء بالتيار الصدري و«العصائب»، في وقت تشهد الساحة السياسية توترا سياسيا وأمنيا، وخلافات بين الصدر والقيادات الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي، منذ الانتخابات النيابية ونتائجها وتشكيل الحكومة.

وأشاد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بسرعة استجابة الطرفين بتطويق الأزمة الأمنية في ميسان، وكتب في تغريدة: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، ونشد على أيدي الوفدين المتفاوضين لإيقاف نار الفتنة، وأرجو لهم التوفيق، وأقدم لهم الشكر على جهودهم، كما أشكر قيادة التيار والعصائب على سرعة الاستجابة لتطويق الأزمة».

حكومة وأضحوكة

إلى ذلك، حذر زعيم ائتلاف الوطنية رئيس الجبهة المدنية اياد علاوي أمس من تشكيل حكومة ضعيفة، وقال: «الانقسام السياسي الداخلي بين الشيعة والسنة والكرد سيولد حكومة منقسمة لا حول لها ولا قوة، نحن قررنا منذ زمن عدم الدخول للانتخابات بسبب معرفة نتائجها، وأصبح العراق أضحوكة للعالم، بسبب ما يحدث في العملية السياسية».

وأشار علاوي إلى أن «التيار الصدري ليس قادرا على تشكيل حكومة الأغلبية ويوجد ثلث معطل»، مبينا أن «القضية ليست أغلبية سياسية، إنما نحن نريد أن تكون الحكومة أغلبية وتوافقية بنفس الوقت»، وأكد «نحن لسنا جزءا من تشكيل الحكومة إنما نعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية».

صواريخ ومسيرات

وفي تطور أمني، تمكنت وكالة الاستخبارات أمس من العثور على عدد صواريخ وقاذفات خلال عملية استباقية بالقرب من زور نهر الوند بمحافظة ديالى.

في هذه الأثناء، أعلنت فرقة العباس القتالية، المقربة من المرجعية، تحريك مفارز لمعالجة أزمة الطائرات المسيّرة في كربلاء والنجف «بناء على طلب الجهات الأمنية».

وفي وقت سابق، نفت وزارة الدفاع تحليق طائرات مسيرة في سماء كربلاء، مشيرة إلى أنها اعتقلت مطلقي عيارات نارية ادعوا أنهم تصدوا للطائرات المزعومة.

حوار إيران

إلى ذلك، دعا السفير الإيراني ايرج مسجدي أمس الأول المسؤولين العراقيين الى التعاون والحوار بعيدا عن وسائل الإعلام، مضيفا: «ايران والعراق يحتاجان بعضهما الآخر، ويجب التعاون بينهما في جميع الملفات، خصوصا الاقتصادية والسياسية والدفاعية والأمنية والاجتماعية، وأيضا في ملفات الغاز والماء والكهرباء».

وقال مسجدي، خلال حفل بمناسبة الذكرى الـ43 للإطاحة بنظام الشاه وتأسيس الجمهورية الإسلامية، إن «إثارة هذه القضايا على مستوى وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي ليس هو الحل، لكن على مسؤولي البلدين الجلوس وحل المشاكل في تشاور جاد».

وشدد على أنه «لم يدخل شخص واحد إرهابي من إيران إلى العراق، بل ساعدت قواتنا المسلحة القوات العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة»، معلنا أن تأشيرات السفر البرية بين إيران والعراق ستلغى اعتبارا من منتصف مارس المقبل.