طبول الحرب تُقْرَع في أوكرانيا
توتر في «الدونباس» قد يولد مبرراً لها و3 سيناريوهات أمام بوتين قد تنتهي بتوغل محدود
• خطة أوكرانية للدفاع عن العاصمة وإجلاء سكانها... والكويت ودول العالم تدعو رعاياها للمغادرة
• بايدن أبلغ الأوروبيين تحديد بوتين 16 الجاري موعداً لشن الهجوم الروسي على كييف
• احتكاك بحري أميركي - روسي في «الهادئ»
رغم التحفظ الأوكراني والتردد الأوروبي، دقت واشنطن ناقوس الحرب، مؤكدة أن روسيا قد تغزو أوكرانيا «في أيّ وقت» خلال الأيّام القليلة المقبلة، في وقت تمسكت موسكو بنفيها التخطيط لهجوم، وسط مؤشرات ضعيفة بشأن تغييرات في لهجتها قد تشكل تبريراً لأي تحرك عسكري مستقبلي في حال تطورت الأمور وفق السيناريو الذي ترسمه واشنطن.وقال البيت الأبيض إن هجوماً روسياً تتخلّله حملة غارات جوية و«هجوم خاطف» على كييف، بات «احتمالاً فعلياً جداً» حتّى قبل موعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 20 الجاري، داعياً الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا خلال 48 ساعة بحد أقصى، وهو ما دفع دول العالم وبينها الكويت إلى دعوة مواطنيها إلى مغادرة هذا البلد بسرعة.ووسط حديث عن عدة سيناريوهات للهجوم الروسي، بينها غزو كامل وصولاً إلى العاصمة كييف أو مجرد توغل محدود، قالت وسائل إعلام أميركية إن الرئيس جو بايدن أبلغ الحلفاء الأوروبيين خلال اتصال عبر الفيديو، أمس الأول، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين أعطى بالفعل الأوامر لشن هجوم، محدداً 16 الجاري موعداً للتحرك العسكري الروسي.
وفي حين تمسكت موسكو بنفي التخطيط لأي تحرك، معتبرة أن واشنطن تسعى لاستفزازها وجرها إلى حرب لعدة أسباب، منها نسف مبادرة الضمانات الأمنية التي تطالب بها بشأن توسع حلف شمال الأطلسي «الناتو» باتجاه حدودها، بدا المشهد في أوكرانيا متناقضاً في ظل إصرار السلطات على الدعوة للهدوء، بينما وصل التوتر إلى أشده في منطقة الدونباس بالشرق على طول خط الجبهة مع المتمردين الانفصاليين الموالين لموسكو، وسط توقعات بأن تشهد المنطقة أحداثاً قد تكون مبرراً للحرب.وأعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو، أن سلطات العاصمة أعدت خطة لإجلاء السكان و«منع استفزازات محتملة والصمود أمام هجوم عسكري محتمل» والدفاع عن العاصمة.وفي دليل على أن قنوات الدبلوماسية لم تغلق بعدُ، يجري بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالين منفصلين مع بوتين، في حين بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف التطورات.وأشار لافروف، في الاتصال، إلى أن «الحملة الدعائية الأميركية عن العدوان الروسي ضد أوكرانيا لها غايات استفزازية»، وأن كييف تحرض على تخريب اتفاقات مينسك واللجوء إلى محاولات ضارة لتطبيق «حل عسكري» لقضية الدونباس، في وقت قال بلينكن إن طريق الدبلوماسية لا يزال مفتوحاً، لكنه يتطلب تخفيف التصعيد من جانب موسكو. وفي مؤشر على خطورة الوضع، أمرت الولايات المتحدة وروسيا بتخفيض بعثتيهما الدبلوماسيتين في كييف، كما سحبت واشنطن جنوداً من منظمة الأمن والتعاون، وقالت بريطانيا إن مستشاريها العسكريين سيغادرون أوكرانيا. وانضمت الكويت إلى عشرات الدول التي دعت رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا، إذ حثت وزارة الخارجية، أمس، المواطنين الكويتيين الراغبين في السفر لأوكرانيا على تأجيل سفرهم حالياً، داعية، في بيان لها، المواطنين الموجودين هناك إلى المغادرة، حفاظاً على سلامتهم، والتواصل مع سفارة الكويت في كييف على هواتف الطوارئ. بدورها، أهابت سفارة الكويت في كييف، في بيان لها، بالمواطنين الكويتيين الموجودين في أوكرانيا ضرورة التواصل معها على هواتف الطوارئ.وأشار تقرير لـ «مركز الجزيرة للدراسات» إلى 3 سيناريوهات محتملة للتحرك الروسي المرتقب، أولها الغزو الكامل الذي يقول مراقبون إنه إذا تجرَّأ بوتين على اتخاذه، فلن يواجه مقاومة صلبة من الأوكرانيين فحسب، بل وستُفرض عليه، وعلى نظامه، وعلى الدولة الروسية، حزمة عقوبات غير مسبوقة، تعيد روسيا عدة عقود إلى الوراء.والسيناريو الثاني أن توجه روسيا ضربة قاصمة للقدرات العسكرية الأوكرانية، مستخدمة هذا المسوِّغ أو ذاك، بدون أن تقدم على غزو فعلي، بهدف صناعة مناخ من عدم الاستقرار، يفضي إلى إطاحة نظام الرئيس فلوديمير زيلينسكي في كييف، ويفتح المجال لمفاوضات روسية- أوكرانية، وروسية- غربية، حول وضع أوكرانيا وعلاقتها المستقبلية مع روسيا.المشكلة التي قد تواجه بوتين في هذه الحالة، بالطبع، أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات على روسيا، حتى وإن لم تتجاوز القوات الروسية خط الحدود مع أوكرانيا. أما الأكثر مدعاة لقلق موسكو فهو مسارعة أوكرانيا، إن اعتُدي عليها بهذه الصورة أو تلك، إلى طلب عضوية «الناتو»، وأن يوافق الحلف في النهاية على ضمها.والسيناريو الثالث، والأكثر أمناً لروسيا، في المدى المنظور، على الأقل، يتلخص في تجنب غزو أوكرانيا أو الاعتداء عليها، والمحافظة على مناخ التوتر المحيط بها، في الوقت نفسه، لأطول فترة ممكنة. وباعتماد سياسة الصبر والنفس الطويل، تأمل موسكو أن تفضي الضغوط على أوكرانيا إلى تغيير نظام الحكم في كييف لمصلحة التفاهم مع روسيا. ولكن هذا الخيار، غير مضمون النتائج، وباهظ التكاليف، وسيواجَه هو الآخر بردود فعل غربية، يصعب مقدماً تقديرها أو كيفية تعامل روسيا معها.وفي وقت لاحق، أعلنت روسيا أن إحدى سفنها الحربية استخدمت «أساليب خاصة»؛ بهدف إجبار غواصة أميركية على مغادرة المياه الإقليمية للبلاد في المحيط الهادئ.