لعبة خرائط قادمة تقودها روسيا
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
ما ذهب إليه الخبير الاقتصادي اللبناني ياسر هلال قد يكون أقرب إلى الحقيقة، فعنده أن تجربة ضم شبه جزيرة القرم وهي الأعنف بتجاوز الحدود الجغرافية المرسومة، لم تلجأ فيها روسيا إلى استخدام سلاح الغاز، حتى بعد فرض عقوبات أميركية وأوروبية عليها، ولذلك يسأل: لماذا تلجأ الآن في "لعبة الدومينو" مع أوكرانيا إلى قطع إمدادات الغاز عن أوروبا، وهي التي تستطيع احتلال المناطق الشرقية منها خلال أيام معدودات؟ أيا كان نوع "الحروب" التي ستلجأ إليها روسيا، هل هي حرب سيبرانية، كما يراها الخبير الاستراتيجي العميد إلياس حنا والتي تقوم على تعطيل وتشويش أجهزة الاتصالات والرادارات والأنظمة الدفاعية الأوكرانية تسهيلا للدخول العسكري؟ أم بترتيب مع الأقلية الروسية لتتمرد على الحكم المركزي الأوكراني وإعلان انفصالها عنه؟ أم بمفاجأة قد تحدث من شأنها فرض الأمر الواقع وبالقوة العسكرية؟ إزاء كل الاحتمالات، هناك حدث كبير قادم ولن تكون تبعاته بعيدة عنا، فما تأثير ما يحدث على الجبهة الأوكرانية– الروسية في منطقتنا الخليجية والعربية؟ وأين مصلحة العرب بما يجري هناك؟ القائد العام للقيادة المركزية الأميركية أخبر أعضاء مجلس الشيوخ أن تداعيات الغزو الروسي قد تمتد إلى سورية حيث تملك موسكو قاعدة عسكرية وقوات ضخمة، "ولن تتردد في تأدية دور المفسد هناك". إذا ما نظرنا إلى الأطراف الإقليمية الكبرى في المحيط العربي، فسنجد تركيا في وضع لا تحسد عليه، فهي معنية مباشرة بهذا الصراع لارتباطها بملف الناتو أولاً وتحالفها الاستراتيجي والعسكري مع الروس ثانياً، أما إيران فلديها أمنية واحدة هي إضعاف جبهة الغرب عموماً تجاه الروس، لكن ماذا بشأن العرب؟ وهل لهم تأثير على خريطة الصراع هناك؟ أو بالأحرى ما تداعيات تلك الأزمة على الواقع السياسي والجغرافي؟ هل من مصلحتهم الوقوف في وجه روسيا ورفض الاعتداء على سيادة دولة معترف بها وتوغلها داخل حدود أوكرانيا لتغير الوضع الداخلي فيها؟ أم أنهم سيبقون متفرجين من بعيد على المسرح بانتظار ما ستسفر عنه "المعركة القادمة"؟ أين مراكز الأبحاث والدراسات في عالمنا العربي؟ وما توجهات النخب السياسية ومراكز التفكير؟ وأين استطلاعات الرأي العام والقوى النافذة، فإن لم يكن لها رؤية في زمن التحولات الكبرى فمتى سيكون؟