لبنان يحيي ذكرى «14 شباط»... ومساعٍ سنية للحد من الخسائر

سعد الحريري مُطالب بتغطية حراك «نادي رؤساء الحكومات» ونواف سلام يتريث في الترشح

نشر في 14-02-2022
آخر تحديث 14-02-2022 | 00:04
المفتي دريان أمام ضريح رفيق الحريري
المفتي دريان أمام ضريح رفيق الحريري
تكتسي ذكرى اغتيال رفيق الحريري هذا العام أهمية خاصة مع عزوف نجله سعد عن خوض الانتخابات النيابية المقررة في مايو المقبل، وقرار نجله الأكبر بهاء خوضها للمرة الأولى، وسط محاولات من شخصيات سنية لسد الفراغ، والتقليل من الخسائر، بينما يغرق البلد في أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأزمات سياسية متعددة.
يحيي لبنان اليوم الذكرى الـ 17 لاغتيال رئيس وزرائه رفيق الحريري، في حين يعيش على وقع انهيار مالي وسياسي على مشارف انتخابات نيابية قرر سعد الحريري العزوف عن المشاركة فيها وتعليق عمله السياسي، وسيخوضها نجل الحريري الآخر بهاء، وسط حالة غموض يعيشها «تيار المستقبل».

هذه العوامل حولت الانتخابات المقبلة إلى استحقاق دقيق بالنسبة إلى السنّة في لبنان، الذين يحاولون البحث عن مصير سياسي جديد يمكنهم من إثبات الحضور ومنع تسلل الفراغ إلى داخل البيئة السنية، مما يسمح لـ «حزب الله» بتحقيق المزيد من الاختراقات فيها.

وينتظر اللبنانيون الانتهاء من هذه الذكرى التي كان السنّة ينتظرونها ليقرروا بعدها الخطوات التي سيتخذونها على صعيد الانتخابات النيابية، ومن سيترشح وكيف ستكون التحالفات، لمعرفة اذا كان هناك موقف جديد لسعد الحريري الذي قَدِم من الخارج لإحياء المناسبة بين جمهوره وكوادر تياره.

إلا أن مصادر قريبة من الحريري، تؤكد أنه لا يزال رافضا للترشح تاركاً الباب مفتوحاً أمام كوادر «المستقبل» لخوض المعركة الانتخابية بدون استخدام اسم التيار أو الحريري.

وفي حركة رمزية تختصر الأزمة العائلية والسنية، عمل «المستقبل» على تنظيم وقفة على ضريح الرئيس رفيق الحريري اليوم ستستمر ساعتين، وذلك لقطع الطريق على بهاء الحريري الذي كان يحاول تنظيم وقفة على الضريح لمناصرين وتابعين له، والذي يبدو أنه أجّل عودته بعد أن تردد أنها ستكون في «14 شباط».

ومن هنا ستكون المرحلة التي تلي إحياء الذكرى فاصلة سنياً لتحديد الخيارات الانتخابية. ويفترض أن تبدأ الاتصالات والمشاورات لوضع الأسس التي سيخاض وفقها الاقتراع، خصوصاً في إطار الحركة التي يقوم بها رؤساء الحكومة السابقون بالتنسيق مع مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان.

وحصل بالفعل تنسيق بين سعد الحريري والرؤساء خلال زيارته لبيروت، وطُلب من الحريري دعم تحرك نادي رؤساء الحكومات أو بالحد الأدنى عدم مهاجمة أي تحرك مقبل لهم على قاعدة أنه لا يمكن مقاطعة الانتخابات ولا يمكن ترك الساحة فارغة، لأن «حزب الله» سيكون وحده المستفيد. ويعتبر الرؤساء وتحديداً فؤاد السنيورة أنه لا بد من اتخاذ موقف واضح يمنع «حزب الله» من تسجيل أي اختراق جديد في صفوف البيئة السنية.

في هذا الإطار، برزت زيارة السفير نواف سلام إلى بيروت في الأيام الماضية، ومعروف أن سلام كان الاسم المطروح من جهات سياسية وقوى «ثورة 17 تشرين» لتولي رئاسة حكومة اختصاصيين.

وتقول مصادر متابعة لـ «الجريدة»، إن سلام تلقى دعوات من جهات سياسية ومدنية طالبته بالعودة إلى لبنان والعمل على التحضير لخوض الانتخابات النيابية، مضيفة أن سلام عقد بالفعل لقاءات مع شخصيات سياسية وجمعيات وبحث في كل التطورات على الساحة اللبنانية، لكنه لم يحسم أمره بعد أو يعلن أي موقف حتى الآن بشأن الانتخابات وخوضها.

وتشير المصادر إلى أن الأيام المقبلة يفترض أن تتحدد معالم التوجه السني للمرحلة المقبلة، وكيفية التحضير للانتخابات، ونسج التحالفات الانتخابية.

منير الربيع

back to top