في خطوة استفزازية تهدد بإعادة أجواء الاحتقان التي سبقت جولة التصعيد العسكري بين فصائل غزة وإسرائيل منتصف العام الماضي، هاجم مستوطنون إسرائيليون، ليل السبت ـ الأحد، منازل وممتلكات تعود لفلسطينيين في حيّ الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية المحتلة، وقذفوها بالحجارة، ما أدى لإصابة عدد من قاطنيها فضلا عن خسائر مادية فيها.

وأفاد شهود عيان بأنّ الاعتداءات التي طالت المنازل والسيارات تمت وسط انتشار مكثف للقوات الإسرائيلية التي أطلقت قنابل الغاز صوب الفلسطينيين الذين خرجوا للتصدي للاعتداءات بحقهم.

Ad

ووسط التوتر الشديد افتتح عضو الكنيست الإسرائيلي، اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير مكتباً له في قلب حي الشيخ جراح، الذي تواجه عشرات العائلات الفلسطينية القاطنة به إنذارات بالإخلاء من منازلها لصالح مستوطنين يهود. وهدد بن غفير الأهالي بالبقاء في الحي لـ»حماية المستوطنين»، بعد أن نجحت خطوته التي سبق أن فشلت، في مايو الماضي، قبيل اندلاع معركة «سيف القدس» التي أطلقتها الفصائل وردت عليها إسرائيل بعملية «حارس الأسوار». في المقابل، أصيب مستوطن، بجروح طفيفة بعد صدمه بسيارة في الحي المقدسي فجر أمس.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان أمس إن «ما يحدث في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، يعتبر إمعانا إسرائيليا رسميا في عمليات أسرلة وتهويد المدينة المقدسة الباطلة وغير الشرعية والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتمردا إسرائيليا رسميا على الشرعية الدولية وقراراتها، وتخريبا متعمدا للجهود الأميركية والإقليمية المبذولة لتهدئة الأوضاع وإعادة احياء عملية السلام».

ووجهت حركات شبابية مقدسية وأهالي الشيخ جراح دعوات للفلسطينيين للقدوم للحي ومساندتهم. وحذّر المتحدث باسم «حماس» إسرائيل من «اللعب بصواعق التفجير التي لن تنفجر إلا في وجهها». ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس إلى «النفير لنصرة وغوث أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح».

كما حذّرت حركة «الجهاد» سلطات الاحتلال من تفجر الأوضاع برمتها بسبب تكرار الاعتداءات التي يقوم بها المتطرف بن غفير بحماية جنودها.

ودعت الحركة الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى «إعلان الغضب والنفير العام نصرة وإسناداً لأهالي الشيخ جراح ضد إرهاب المستوطنين».

وفي حادث منفصل، منع مستوطنون، بحماية القوات الإسرائيلية، الفلسطينيين من زراعة أرضهم بشتلات الزيتون في منطقة رخمه شرق بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية، وطردوهم وهددوهم بعدم العودة مرة أخرى.

وكسّر مستوطنون وقطعوا نحو 80 شجرة زيتون في أراضي قرية ياسوف شرق سلفيت شماليّ الضفة، فيما اقتلع مستوطنون آخرون، أكثر من 50 شجرة زيتون شرقيّ بلدة صوريف شمال غربيّ الخليل، واعتدوا على المزارعين، وفق تصريحات لمدير بلدية صوريف إياد حميدات، الذي أشار إلى اندلاع مواجهات حينما حاول المزارعون منع المستوطنين من تخريب أشجارهم وتقطيعها.

من جانب آخر، اقتحمت قوات تابعة لإدارة السجون الإسرائيلية الأقسام في سجني «عوفر»، و«مجدو»، واعتدت على الأسرى الفلسطينيين بالضرب، وهددتهم بالمزيد من فرض العقوبات لوقف احتجاجاتهم ضد إجراءاتها الجديدة بشأن فترات الاستراحة التي تمنح للمعتقلين.