تزين زهور النوير المحلية بألوانها الصفراء الذهبية أرض الكويت في هذه الأيام من شهر فبراير، وسط غياب أجواء الاحتفالات بالأعياد الوطنية، على إثر تداعيات موجة متحور فيروس كورونا «أوميكرون» وما صاحبها من اشتراطات واحترازات صحية وفق قرارات مجلس الوزراء، وكأنها شموس صغيرة متلألئة متناثرة على جوانب الطرقات والساحات الترابية تبعث على الدفء وتجلب السعادة للناظرين.وقال الناشط البيئي في المبرة التطوعية البيئية عبدالمحسن السريع اليوم، إن ما يعرف في الكويت باسم زهور النوير لا يختص بنبات معينة إنما هي الزهور الصفراء التي تحملها نباتات برية عدة في البيئة الكويتية أي أن النوير ليست نبتة كما يعتقد البعض بل الزهرة الصفراء التي تحملها أنواع عدة من النباتات وسميت بالنوير لأنها كالشمس.
وأضاف السريع أن زهور النوير تتفتح كما هو معروف في نهاية الشتاء وفي الربيع بشكل كبير وتحملها نباتات برية تُعرف محلياً باسم «الحنوة» و«الحوذان» و«الزملوق» و«المرار» و«العضيد» وهي نباتات تنتشر في الصحراء وكذلك بجانب الطرقات وفي الساحات.وأوضح أن أكثر ما ينتشر في مثل هذه الأيام من شهر فبراير نبات «الزملوق» المعروف بكثرة أزهاره الصفراء الذهبية وهو من النباتات الحولية الجميلة التي تزهر في شهري يناير وفبراير حيث تتفتح الأزهار عند الشروق ثم تغلق عند ارتفاع الشمس.وذكر أن «الزملوق» يسمى «الجرجار» في اللغة العربية وهو نبات حولي جميل يملأ المكان ببساط أصفر فاقع الصفرة وهو مشهور ومعروف لدى أكثر الناس لأنه كثير الانتشار في الكويت وينبت في المناطق الترابية بين المناطق السكنية وعلى أطراف الشوارع وأرصفتها وفي البراري وذلك بعد سقوط المطر، مضيفاً أنه يوجد على شكل تجمعات متقاربة تغطي وجه الصحراء بلون أصفر بديع.وبين أنه سمي بـ «الزملوق» لسرعة ظهوره بعد المطر في شهر نوفمبر حيث ينبت مرتفعاً بمقدار 20 سنتيمتراً عن السطح وله ساق بلون بني في بداية ظهوره وأوراقه طولية تتفرع منها زوائد غير منتظمة من كلا الجانبين وله رائحة طيبة وأوراقه مستساغة وهي تشبه طعم الجزر وبذلك فهو مرعى للإبل والغنم والخيل ويزهر من نوفمبر إلى مارس وهو سريع الذبول عند تعرضه للشمس الحارة.ولفت السريع إلى أن تسمية «الزملوق» ترجع إلى كلمة يزملق وهي كلمة كويتية بمعنى المبكر ولأن نبات الزملوق هو أول النباتات التي تنمو وتزهر بعد سقوط المطر فهي تزملق أي تخرج مبكراً.وأشار إلى نبات «الحنوة» التي تخرج منها أزهار برتقالية مصفرة وأحياناً مع بقعة حمراء في المنتصف، موضحاً أن بتلات الزهرة تسقط بسرعة مخلفة قرصاً كبيراً كما أن للحنوة رائحة مميزة تشبه رائحة البرتقال لا يتم شمها إلا من قريب وتبقى الرائحة على الأصابع بعد لمس الزهرة ولثمرها وأوراقها نفس الرائحة.وذكر أن الجزء المميز لهذه النبتة هو ثمرتها القرصية الشكل وأوراقها الطولية ذات النهاية المدببة قليلاً وقد تكون خشنة بها قليل من الزغب كأنه شوك.ولفت إلى نبات «العضيد» قائلاً إنه نبات معمر ذو أزهار صفراء فاقعة يصل ارتفاعه عن الأرض أحياناً إلى 60 سنتيمتراً وتنفرش أوراقه رمحية الشكل على الأرض وتكون بحجم كبير ويقل حجم الأوراق عند الارتفاع قليلاً وعند عصر سيقان العضيد تخرج منها مادة عصيرية بيضاء.من جانبه، قال رئيس فريق عدسة البيئة الكويتية راشد الحجي لـ «كونا» إن من أزهار النوير نبات الأقحوان أو «النوار» أو «الجحويان» وتميزه الرائحة العطرة فهو عشب حولي من العائلة النجمية ويعد من الأعشاب الأكثر انتشاراً إذا كان الموسم ممطراً ويصل ارتفاعه إلى حوالي 15 سنتيمتراً ولون سيقانه أخضر فاتح وأزهاره بيضاء يتوسطها اللون الأصفر.وأشار الحجي إلى أمثلة أخرى من الأعشاب المزهرة مثل عشب «الشقارى» أو «المنثور» الذي ينشر عطره في الجو ولأزهاره بتلات مجعدة غير منتظمة الشكل وتتكون من أربع بتلات ذات ألوان مختلفة من الأرجواني إلى الوردي ويتوسطها اللون الأصفر أو الأبيض.وذكر أنواع نباتات أخرى مثل «الحويذان» الذي يتميز بأزهاره الصفراء المشرقة وفي وسطها بقعة بنية ضاربة إلى السواد وعادة تبدأ أزهار «الحويذان» بالتفتح في وقت متأخر بعد «الزملوق» وتبقى لفترة طويلة حتى منتصف شهر أبريل ونبات «السليح» ذي الأزهار البنفسجية التي لها رائحة عطرة وعندما تكثر الإبل والأغنام من أكله يصيبها السلح وهو ما يسمى بـ «الإسهال».ولفت إلى عشبة «الصفار» الذي سمي بهذا الاسم لأنه عند اكتمال نمو النبتة تغطيها الأزهار ويصبح لونها أصفر وعندما تنمو عدة أعشاب منه في حقل واحد يصبح المنظر جميلاً.وبين أن النباتات الفطرية التي تنمو في البيئة الكويتية متنوعة وعديدة والبعض يعتقد أن النباتات تنمو فقط خلال فصل الربيع لكن هذا الاعتقاد غير صائب إذ ما تم احصاؤه يبلغ 539 نوعاً من النباتات موزعة على 55 عائلة نباتية بعضها ينمو ويزدهر حتى في فصل الصيف.
محليات
«النوير» تزين أرض الكويت في فبراير
14-02-2022