دعا وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ اليوم الاثنين إلى تحصين المنابر من خطابات الكراهية والغلو وتعزيز قيم الاعتدال في الخطاب الديني.

وقال الوزير آل شيخ في جلسة افتتاحية للدورة الـ 13 للمجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي إن وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تضطلع بمهمات متعددة ومسؤوليات جسيمة يتعين عليها توجيه جهودها لنشر الإسلام الوسطي المعتدل ومواجهة التحديات التي تحيط بنا وتهددنا في أمننا الفكري والعقائدي وتكيد لأوطاننا في استقرارها ورخائها ولمجتمعاتنا في ثوابتها وقيمها ومبادئها.

Ad

وأضاف الوزير آل شيخ التي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس إننا قادرون على صيانة أوطاننا ومحاربة هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا ودرء أخطارها ودفع أضرارها والوقوف ضد كل من يحاول النيل من ثوابتنا وقيمنا ومبادئنا وأن نعيد إلى الإسلام صورته الحقيقية ووسطيته وسماحته التي هي أهم عوامل قوته وسر جاذبيته.

وأوضح أن الاجتماع يناقش عددا من الموضوعات المهمة ومنها «تكامل الجهود والتعاون المشترك في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف والتحذير من الفتوى بدون علم أو تخصص وتوظيف وسائل التواصل الحديثة في النافع المفيد».

وأوضح أن الاجتماع يناقش كذلك «تبادل الخبرات والتجارب في مجال عمارة المساجد وصيانتها وتدريب الأئمة والخطباء والدعاة وتطوير قدراتهم وبيان منزلة الوقف في الحضارة الإسلامية ودوره في التنمية المستدامة وزيادة الناتج المحلي».

من جهته، أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد جمعة في كلمته أمام الاجتماع أن الحديث في الشأن العام الديني يتطلب بالضرورة إدراك المتحدث لمفهوم المصلحة العامة وتقدمها على المصلحة الخاصة بل تقدم المصلحة الأعم نفعاً على الأخص وإدراك الموازنة والترجيح بين دفع المفاسد وجلب المصالح.

وأوضح أن الشأن العام هو ما يتجاوز شواغل الفرد واهتماماته الشخصية إلى شواغل المجتمع واهتماماته وقضاياه العامة سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو أخلاقية أو اجتماعية أو رياضية مما يتصل بقضايا الوطن الكبرى أو الأمة.

وأضاف أن الشأن العام الإسلامي يعنى بالقضايا محل الاهتمام المشترك بين جملة المسلمين أو عمومهم أو غالبيتهم أو شريحة واسعة منهم وكلما زاد الوعي بينهم بقيمة الشأن العام وخطورته زاد التعاون والتكاتف والترابط بينهم من أجل الحفاظ على أوطانهم وثوابت دينهم فتتحقق لهم قوة البنيان الواحد وشعور الجسد الواحد.

وقال إن الحديث في الشأن العام دون وعي وإدراك تأمين يمكن أن يعرض أمن الوطن أو الأمة الفكري أو العام للخطر سواء أكان ذلك عن تعمد وقصد أو عن غفلة أو عن جهالة.

وشدد على أن هناك أمرين في غاية الخطورة أضرا بالخطاب الثقافي بصفة عامة والديني بصفة خاصة هما «الجهل والمغالطة»، قائلاً «أما الأول فداء يجب مداواته بالعلم وأما الثاني فداء خطير يحتاج إلى تعرية أصحابه وكشف ما وراء مغالطتهم من عمالة أو متاجرة بالدين».