مرافعة : بيئة المحاكم غير صالحة!
![حسين العبدالله](https://www.aljarida.com/uploads/authors/233_1678300581.jpg)
أمر عدم الالتزام بعقد الجلسات في مواعيدها لا يُحسب بحادثة أو اثنتين من بعض الدوائر، بل بعضها يتخذها نهجا مستمرا. وفي حين أن دوائرنا اليوم في محكمة التمييز تعقد جلساتها منذ التاسعة صباحاً، فإن بعض دوائرنا في المحكمة الكلية دأبت على فتح جلساتها الرسمية قرابة الساعة 12 ظهراً!وعلى صعيد قضايا إعلان صحف الدعاوى القضائية، فإن بعض الدوائر القضائية مازالت تصدر قرارات بوقف الدعاوى أو اعتبارها كأن لم تكن، بسبب عدم الإعلان من قبل مندوب المحكمة للعديد من القضايا التي لم يكتب لها القيد الإلكتروني، رغم أن المتقاضي أو المحامي لا علاقة له بأمر الإعلان، وهي مهمة القائم بالإعلان وحده، ومن الأولى تغريمه واستدعاؤه من قبل المحكمة، ولا يتحمل المتقاضي وزر إهماله أو إخفاقه أو عدم انتقاله، بل يتحمل ذلك القائم بالإعلان وحده أو إدارته التي يفترض أن تشرف على أعماله إن وجدت. ورغم أن قضية الإعلان تعتبرها العديد من دول المنطقة من الماضي، بفضل إقبالها على التحول الإلكتروني والتقني والاستعانة بالشركات المتخصصة بذلك، فإننا مازلنا نحلم في المحاكم بإتمام كل صحف الدعاوى إلكترونياً، رغم دخول القوانين المنظمة لذلك حيز التنفيذ في منتصف عام 2020!نتمنى أن تحقق أمانينا على يد الوزير المستشار جمال الجلاوي، وأن يضع التقاضي عن بُعد والتحول الإلكتروني نصب عينيه وطاقته وتركيزه الشخصي، لتحقيقه على أرض الواقع.بيئة الأعمال في المحاكم غير صالحة اليوم، لا إدارياً ولا فنياً، ومازالت تعيش في بداياتها التقليدية عندما بدأت في عام 1986 عند افتتاح قصر العدل، ولم يتغير نهج العمل، ولا فلسفته، ولا النمط المتبع، ومازالت مشاكلنا في الجلسات والحفظ وطباعة الأحكام والإعلان ذاتها لم تتغير، فمتى تتغير؟!