بعد أيام من إعلان إيران عن صاروخ بالستي جديد يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، أسفر حريق اندلع خلال تجربة على وقود جامد للصواريخ، عن وقوع قتلى، ولم يتضح ما إذا كان الحادث مجرد خطأ فني أم هجوم من أي نوع. وأفادت تقارير إيرانية باندلاع حريق في مستودع زيوت محركات بقاعدة عسكرية تابعة لـ «الحرس الثوري» في محافظة كرمانشاه غربي إيران قرب الحدود العراقية. وذكرت وكالة «نور نيوز» أن السلطات تجري تحقيقاً لمعرفة سبب الحادث الغامض، في حين قالت وكالة «أسوشييتد برس» إن أصوات انفجارات سبقت الحريق.
وكشف مصدر أمني إيراني، لـ «الجريدة»، أن الحريق اندلع بسبب خطأ فني خلال تجربة على وقود جامد للصواريخ، في القاعدة التي يستخدمها الحرس لأغراض بحثية.وأفاد المصدر بوقوع قتيلين وخمسة جرحى، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية منعت النشر حول الحادث.وفي وقت تثير حوادث الانفجارات والحرائق شبهات بعد سلسلة عمليات تخريبية استهدفت منشآت نووية وعسكرية واتهمت طهران إسرائيل بتنفيذها، اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، في مكتبه بالقدس المحتلة، بالسيناتور الأميركي ليندسي غراهام، وبحث معه «التهديد الإيراني، وسبل مواجهة البرنامج الذري الإيراني».
«النووي» وفيينا
في هذه الأثناء، لا يزال التباين سيد الموقف بخصوص تقييم مسار المفاوضات النووية الجارية في فيينا، خصوصاً بين الخارجية الإيرانية ومصادر فريق المفاوضين من جهة، وبين سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني.وصرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأن «طهران في عجلة من أمرها للوصول إلى اتفاق في فيينا لكن يجب أن يحدث ذلك في إطار مصلحتنا الوطنية»، حاثاً القوى الغربية على التوقف عن محاولة «التلاعب بالوقت».في المقابل، حذر شمخاني من أن «عمل المفاوضين الإيرانيين يزداد صعوبة لحظة بلحظة».وأشار شمخاني، الذي علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أنه يعارض خطة فريق التفاوض الإيراني بفيينا، إلى أنه أجرى محادثة هاتفية ليل الأحدـــ الاثنين مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، مبيناً أن المحادثة «رسخت تفسيرين حول محادثات فيينا في ذهني».وأضاف: «التفسير الأوَّل أن عمل المفاوضين الإيرانيين يزداد صعوبة لحظة بلحظة باتجاه دفع أجندة طهران المنطقية والقانونية، والثاني هو أن أطراف التفاوض الغربية تواصل الاستعراض في طرح المبادرات بهدف التملص من التعهدات».في غضون ذلك، صرح المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق قبل نهاية فبراير الجاري، لكنه لفت إلى أن هذا الأمر يرتبط بـ «تجاوب الطرف الآخر مع المقترحات الإيرانية».وقال إن «المفاوضات التي تستضيفها فيينا بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لم تصل إلى طريق مسدود وتتواصل بشكل عادي»، كاشفاً أن مسألة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة مطروحة على جدول الأعمال بالتوازي مع المحادثات النووية في فيينا.توتر مع روسيا
وفي خضم الخلافات الإيرانية الداخلية، جدد حشمت الله فلاحت بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان اتهامات إيرانية لروسيا بأنها حولت طهران إلى «حاجز دفاعي ضد الولايات المتحدة» في ظل التوتر بينهما.ووصفت السفارة الروسية في طهران تصريحات النائب السابق حول الدور السلبي لمندوب موسكو بالمفاوضات النووية ميخائيل أوليانوف بأنها «لا أساس لها من الصحة».وجاء ذلك غداة تأكيد أوليانوف أنه «تم إحراز تقدم كبير في عملية المفاوضات» بعد عقده سلسلة لقاءات منفصلة بوفود إيران وأميركا وبريطانيا.وزير سعودي
من جانب آخر، عاد التوتر وتبادل الاتهامات بين طهران والرياض، في ظل توقف المفاوضات بينهما منذ سبتمبر بسبب خلاف على الأولويات. وعزا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الصراع الدائر لـ «الأفكار المتطرفة لبعض السياسيين السعوديين»، رداً على دعوة وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبداللطيف آل الشيخ لمواجهة «اختطاف اليمن الذي تدعمه إيران».وكان آل الشيخ دعا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الـ32 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية «عقد المواطنة»، في القاهرة قبل يومين/ «الجميع» إلى مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران التي تريد تصدير الثورة الخمينية إلى بعض الدول».وأوضح آل الشيخ أن «ما يحدث في بعض البلدان العربية مثل اليمن الذي يعاني اختطافاً تدعمه إيران يتطلب تصدي المسؤولين في الدول الإسلامية والعربية بالخطاب الدعوي والتوعوي والإرشادي لكل هذه الجماعات المتطرفة».في سياق آخر، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور الدوحة بعد غد، للمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز بدعوة من أمير قطر تميم بن حمد.