في أول زيارة له للبلد الخليجي منذ نحو 9 سنوات، بعد عودة الدفء للعلاقات بين القوتين الإقليميتين اللتين وقفتا على النقيض في العديد من ملفات المنطقة، بدأ الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، زيارة رسمية للإمارات، أمس، مؤكداً أن "الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات يحملان أهمية من حيث السلام والاستقرار في منطقتنا بأسرها".

وقال إردوغان، في مؤتمر بمطار أتاتورك بإسطنبول، قبيل توجه إلى أبوظبي: "من خلال زيارتي هذه، نهدف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير الزخم الحاصل في علاقاتنا والارتقاء بها إلى المستوى الذي تستحقه مجدداً".

Ad

وأضاف: "سنتخذ معاً الخطوات التي ستحدد شكل 50 عاماً جديدة من صداقتنا وإخوتنا مع دولة الإمارات، التي تحيي الذكرى الخمسين لتأسيسها".

وأكد أن أنقرة "لا تميز بين أمنها واستقرارها وأمن واستقرار كل الدول في منطقة الخليج". ولفت إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأشار إلى أن آخر زيارة أجراها إلى الإمارات كانت عام 2013، حينما كان رئيسا للوزراء. ونوه أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة، مع زيارة ولي عهد أبوظبي لأنقرة، في نوفمبر الماضي.

الازدهار الإقليمي

وكتب إردوغان في مقال نشرته صحيفة "خليج تايمز" الإماراتية قبيل وصوله أن "تركيا والإمارات يمكن أن يسهما معاً في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي"، مضيفاً: "سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية، ولكن على المستوى الإقليمي".

وتابع قائلا: "بالإضافة إلى الطاقة والصحة والزراعة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتمويل والسياحة، نهدف إلى تعزيز التعاون بين تركيا والإمارات بشأن تغير المناخ والأمن المائي والغذائي".

ورأى أن "كلا الجانبين حريص على تحديد أهداف جديدة لمزيد من الاستثمار والتعاون".

من جهته، غرد المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، عبر "تويتر" عشية وصول إردوغان، قائلا إن الزيارة "تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين". وأكد قرقاش أن الخطوة التركية تعزز جسور التواصل والتعاون الهادفة إلى الاستقرار والازدهار في المنطقة، وتنسجم مع توجه الإمارات نحو "تعزيز جسور التواصل والتعاون" الإقليمي.

واستقبلت الإمارات ضيفها بحفاوة عبر عرض مرئي على واجهة برج خليفة، أطول مباني العالم، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي.

ويشمل جدول أعمال زيارة الرئيس التركي توقيع اتفاقيات تهدف إلى تحقيق إسهامات مهمة في العلاقات الثنائية، كما سيشارك إردوغان في "معرض تركيا" المقرر عقده اليوم بمناسبة "اليوم الوطني لتركيا"، ضمن زيارته لمعرض "إكسبو 2020 دبي".

وتأتي الزيارة بينما تشهد أنقرة مصاعب اقتصادية كبرى، وتبحث عن استثمارات أجنبية جديدة، فيما تواجه الإمارات خطراً أمنياً متزايداً من قبل المتمردين الحوثيين اليمنيين الذين شنّوا هجمات صاروخية، وبطائرات مسيرة غير مسبوقة ضدها.

ويرغب الرئيس التركي في جذب استثمارات جديدة لبلاده التي تعاني من مستوى تضخم قياسي هو الأعلى منذ 2002. ومن المرجح أن يزور السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي، هذا الشهر للمرة الأولى منذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.