«نخلات عاشقات»... تمزج الواقع بالفانتازيا
صدرت في القاهرة للقاص علي السباعي ضمن سلسلة «الإبداع العربي»
تهتم سلسلة "الإبداع العربي"، التي تصدر في القاهرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بإصدار أعمال مميزة تحمل توقيع مبدعين عرب، وقد وقع الاختيار أخيراً على مجموعة قصصية للكاتب العراقي علي السباعي، بعنوان "نخلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُن الطيرُ". "الإبداع العربي"، سلسلة شهرية تُعنى بنشر إبداع الكتاب العرب من غير المصريين، وقد اختارت أن تصدر هذا الشهر مجموعة قصصية جديدة للقاص علي السباعي بعنوان "نخلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُن الطيرُ"، الذي اختزل على الغلاف في كلمتين فقط ليصبح "نخلات عاشقات". قدّم فيها، جملة من الرؤى الإنسانية، تتنوع بطريقة وصولها إلى القارئ، تبدو في ثوبٍ اجتماعي واقعي حينًا، وتنهل من الفانتازيا والأدب الغرائبي في أحيان أخرى.وتقع المجموعة في 121 صفحة من القطع الوسط، وتضم 12 نصاً قصصياً، والقصص في مجملها تنهل من حكايات العراقيين وهمومهم في صراعهم الدؤوب داخل حياتهم اليومية الساخنة المدماة، والغلاف من تصميم الشاعر المصري سمير درويش، ولوحة الغلاف بريشة الطفلة المصرية ميرنا خالد، التي تبلغ من العمر 11 عاماً.
ومن بين عناوين قصص المجموعة: "النظرُ إلى الأسفلِ لا يُريكَ قَوْسَ قُزَح"، "مرثية ليْلى"، "نخلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُن الطيرُ"، "أنا في أتعس حالٍ يا مريم"، "بتهوفن يشبه حلمه"، و"طيران رأس رجل سيئ السمعة".وتمزج المجموعة بأكملها الواقعي بالفانتازي، ويتخلخل عبره المألوف والمتوقع، ضمن قالب لغوي رصين، تتكثف فيه العبارات السردية المشعرنة لتصل إلى غايتها بأقصر الطرق، من أجل استدراج القراء إليها عبر ميثاق قصصي يتداخل فيه الواقعي والخيالي. وتعالج "نخلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُن الطيرُ" أزمة الإنسان العراقي المعاصر، وتقتفي آثار التغيرات التي طرأت عليه وعلى مجتمعه نتيجة الحروب التي دمرته، وما نتج عنها من فقر وتعقيدات اجتماعية عديدة. ويغوص علي السباعي في هذه المجموعة داخل أعماق المجتمع في بلاده وداخل النفس البشرية عمومًا، في محاولة منه لسبر غور المجتمع وأغوار النفس البشرية حتى يفسر لنا سلوكها، وما تخفيه بداخلها من عنف وقسوة ومخاوف، وما قد ينشأ عنها من سلوكيات وتصرفات، كتبها بنزعة تحليلية. كما أنه تطرق عبر قصص المجموعة إلى قضايا اجتماعية مختلفة حول العلاقات الإنسانية والأسرية، وتأثير التطور الذي تشهده الحياة الاجتماعية في الإنسان العراقي.يُشار إلى أن علي السباعي، قاص من مواليد 1970، نشرت قصصه القصيرة في كثير من الدوريات الأدبية، نال العديد من الجوائز، منها الجائزة الثالثة في مسابقة دبي الثقافية 2003 – 2004، وجائزة ناجي نعمان، في بيروت 2006، وجائزة مسابقة "كولدن بوك" للقصة القصيرة في القاهرة 2017، وجائزة "ريشة الإبداع" من صالون مي زيادة الأدبي، بالتعاون مع دار النقد الإبداعي في القاهرة 2017، والجائزة الأولى للقصة القصيرة في مسابقة المنتدى الثقافي للأصالة والمعاصرة بالقاهرة 2018، والجائزة الثانية في مسابقة القصة القصيرة جداً بدورتها الأولى 2019، الجائزة الأولى في مسابقة الجياد الدولية للقصة القصيرة جداً بدورتها الخامسة بعمان - الأردن 2019، وجائزة ناجي نعمان الأدبية في بيروت 2020، والجائزة الثانية في مسابقةِ أدبِ الرسائلِ التي أقامها "بيت الفنون" في واشنطن 2020.وصدرت له عدة مجموعات قصصية هي: "إيقاعات الزمن الراقص" 2002، و"صرخة قبل البكم"، و"زُليخاتُ يُوسف" 2005، و"احتراق مملكة الزاماما"، و"بنات الخائبات" 2014، و"مدونات أرملة جندي مجهول" 2014، وشهرزاد: قدري / شهادات" 2017، و"مَسلّة الأحزان السومرية" 2018، و"ألواحٌ... من وصايا الجد" 2019، و"الحبّوبيُّ ينظرُ مريديه".