في ثاني أيام زيارته الرسمية الأولى للإمارات، عقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، جلسة مباحثات مع حاكم دبي رئيس الحكومة الاتحادية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وزار معرض إكسبو 2020، وشهد الاحتفال بعيد بلاده الوطني داخله.

وبعد بداية ناجحة حظي فيها باستقبال حافل، وتكللت بتوقيع 13 اتفاقية في مختلف المجالات، اعتبر إردوغان، خلال لقائه المستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين، أن العلاقات انتقلت إلى مرحلة جديدة مع زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد لأنقرة في نوفمبر 2021، مشددا على أن هدفهما المشترك يتمثل في الارتقاء بالتعاون الثنائي في كل المجالات إلى مستوى أعلى بكثير.

Ad

وأوضح أن تركيا والإمارات من أبرز الشركاء التجاريين في الخليج العربي، وتملكان إرادة مشتركة وقوية لتطوير وتعزيز الاستثمار، مشيرا إلى أن «العلاقات حافظت على حجمها حتى في مرحلة الركود السياسي، ما يؤكد التاريخ المتجذر الاقتصادي والبشري، واستنادهما إلى أرضية صلبة».

وقال إردوغان، لرجال أعمال أبوظبي، «أنا متأكد من أنكم تدركون تماما فوائد إقامة شراكات تجارية واستثمارية مع تركيا، وإرادة رجال الدولة مهمة جدا للوصول إلى مستوى العلاقات المنشود»، مضيفا أن «الإمارات تقدم فرص استثمار مناسبة لشركات التكنولوجيا الفائقة، وتركيا، وبفضل بنيتها السكانية الشابة، باتت رائدة في مجال تطويرها عالميا».

في موازاة ذلك، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أمس عزمه القيام بزيارة نادرة لتركيا لإجراء مباحثات مع إردوغان حول العلاقات المتوترة منذ سنوات، مشيرا إلى أن «وفدا من كبار المسؤولين الأتراك سيصل تل أبيب هذا الأسبوع في إطار التحضير لرحلته».

وفيما توقعت قناة «تي آر تي» التركية أن تتم زيارة الرئيس الإسرائيلي يومي 9 و10 مارس المقبل، أوضحت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الوفد التركي، برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال والمستشار الأول والمتحدث الرئاسي إبراهيم كالن، سيجتمعون مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز، والنائب العام لمقر إقامة الرئيس إيال شفيكي وكبار المسؤولين الآخرين.

وتأتي هذه الزيارة بعد أن سافر أوشبيز إلى تركيا في ديسمبر الماضي، لمناقشة الترتيبات المتعلقة بزيارة هرتسوغ، وتحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

وفي مؤشر على رغبته في إصلاح العلاقات المتوترة منذ مقتل 10 مدنيين خلال مداهمة قافلة تركية متجهة إلى غزة في 2010، وتصاعده أيضا مع سحب السفراء في 2018 بعد مقتل محتجين في القطاع، أبدى إردوغان استعداده للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز بشرق البحر المتوسط، في أعقاب عام اتخذ فيه خطوات لتحسين العلاقات مع مجموعة من الخصوم الإقليميين.

في المقابل، قررت إسرائيل استبعاد شركة يلبورت هولدينغز التركية من مناقصة خصخصة ميناء حيفا، بسبب عضوية أحد مالكيها رجل الأعمال روبرت يوكسل يلدريم، في مجموعة «سي إم إيه سي جي إم»، وهي إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، وتقوم بتشغيل مرفأ بيروت، ولها علاقة مع كبار الشخصيات في حزب الله، الذي تسببت سيطرته على المرفأ بكارثة في أغسطس 2020، قتل فيها أكثر من 200 شخص، بحسب موقع «غلوبس».