مفهوم الاغتراب ليس حكراً على مسألة البيئة المحيطة بالإنسان وسلامتها واستدامتها من مياه وهواء وتربة، بل هو مفهوم أعم وأشمل يتضمن مفاهيم جذرية تربط العلوم الاجتماعية بتلك التطبيقية وغيرها، ولعل انعزال العمل وبيئته من أهم تلك المفاهيم التي تخفى على الشارع (والمشرع) في أماكن عدة، كما يغيب عن الكثيرين تداخل المفاهيم الخاصة بالاغتراب البيئي كبيئة محيطة بالإنسان في نطاق عمله مع تلك الخاصة بالمواطنة وإشكالياتها مع المسؤولية الاجتماعية في إطار الاتصال المؤسسي. (نورة بنت وهبة، مدارات سياسية 1/ 2).

من منظور وتحليل شخصي، فالأصل هنا هو القضاء على الفرقة أو العمل على التقليل بين العمل المؤسساتي في مختلف القطاعات، وأيضا داخل منظومة العمل الواحدة، فالكيان وبهذه الصفة يكون شيئا معنويا لا يمكن له أن يكون بمعزل عن سلسلة كيانات معنوية أخرى، كما وجب التنويه بأن داخل كل كيان وعلى حدة، يكون العمل متكاملاً وذا طابع شمولي بعيداً عن أي مسببات للاغتراب.

Ad

مع وضع تلك المفاهيم في نصابها الصحيح سنكتشف أن أحد أهم مشاكل بيئة العمل في الكثير من البلدان العربية يكمن في مفهوم الاغتراب، فالموظف يبدأ وينهي حياته المهنية بعيداً عن إحساسه بالشمولية أو حتى التكامل المهني والإحساس بأنه جزء من سلسلة لهدف أسمى، هذا إن لم يكن يحس بالتيه من أول يوم عمل إلى ما بعد التقاعد من المهنة.

تلاشي الاغتراب ومفهومه عن واقع الحال الذي نعيشه سيعزز وبشكل رئيس الإنتاجية والاستدامة وبالطبع الصحة النفسية، فهل من متعظ؟!!

على الهامش:

قلتها وكررت في عدة مناسبات، العمل البرلماني الفردي وإنشاء كتل برلمانية في نظام كهذا لن يولد إلا التفكك مع مرور الزمن، فالعمل البرلماني الحقيقي هو عمل حزبي منظم يضم أناساً منسجمين فكريا، فـ"الحي يقلب" أما الحزب فأهدافه معلنة وثابتة.

● د. سلطان ماجد السالم