زار وفد من منظمة الصحة العالمية منطقة ضاحية عبدالله السالم لإجراء التقييم النهائي، تمهيدا لاعتمادها مدينة صحية على شبكة المدن الصحية الإقليمية، وذلك بعد استيفائها كل المعايير.

وخلال الأيام القليلة المقبلة سيقوم وفد المنظمة بإجراء التقييم النهائي لمنطقة الشامية، إضافة إلى زيارة الوفد اليوم لمنطقتي السرة والعديلية وإجراء التقييم الداخلي لهما للوقوف على مدى تطبيق معايير برنامج المدن الصحية.

Ad

وكان وفد المنظمة التقى أمس محافظ العاصمة الشيخ طلال الخالد، مثمنا الالتزام الكبير الذي لمسوه في الكويت لجهة اعتماد المدن الصحية.

ومن المرجح أن يكون الثلاثاء المقبل (22 الجاري) هو موعد منح ضاحية عبدالله السالم لقب مدينة طبية من جانب المنظمة العالمية.

ومن جانبه، اجتمع محافظ العاصمة أمس مع وفد منظمة الصحة العالمية، لاعتماد منطقة ضاحية عبدالله السالم ومنطقة الشامية على شبكة المدن الصحية الإقليمية.

وقال الخالد على هامش الاجتماع إن "العمل على اعتماد منطقتي ضاحية عبدالله السالم والشامية مدينتين صحيتين أمر يبعث على التفاؤل ويؤشر إلى حجم التوعية المجتمعية لأبناء المناطق وقدرة مجتمع المنطقتين على تحقيق صناعة مستويات متقدمة في جودة التعليم والصحة والبيئة وغيرها وصولا الى تعزيز التنمية المستندامة".

وأضاف أن "هدفنا هو تحويل مناطق محافظة العاصمة إلى مدن صحية"، لافتا إلى أن "انضمام مزيد من مناطق العاصمة إلى الشبكة الإقليمية يدعونا إلى الأمل في انضمام باقي مناطق العاصمة، وصولا إلى محافظة العاصمة كمدينة صحية على خريطة المدن الصحية الإقليمية".

وتابع أن "المجتمع الكويتي يتميز بالتلاحم والتراحم من بين المجتمعات والفزعة الكويتية موجودة من الأزل، والشواهد قريبة على ذلك، فجائحة كورونا أثبتت أن المجتمع الكويتي جبل على التراحم والتكاتف وشاهدنا الكويتيين في كل مكان يساعدون بعضهم بعضا، وهذا يدلل من جديد على تعاونهم في نهضة بلدنا في كافة المجالات والمدن الصحية أحدها".

وأوضح محافظ العاصمة أن "ما نشهده من تزاحم وحماس لدى أبناء العاصمة من السعي الى تحويل المناطق الى مدن صحية أمر يبعث على التفاؤل لاسيما أن كل تلك الجهود تصب في النهاية في رفع المستوى الصحي والتعليمي والحياة المعيشية الكريمة، إلى جانب تطوير المناطق على كافة المستويات انطلاقاً من المعايير التي وضعتها المنظمة الدولية لانضمام تلك المدن إلى الشبكة الصحية الإقليمية".

مردود حيوي

بدوره، أكد مختار ضاحية عبدالله السالم فيصل الوقيان أهمية مبادرة المدن الصحية ومردودها الحيوي على أهالي وقاطني الضاحية، مثمنا الجهود الحثيثة التي يبذلها القائمون على مكتب المدن الصحية بوزارة الصحة لانضمام أكبر عدد ممكن من المناطق إلى هذه المبادرة الرائدة والمتميزة.

وأشاد الوقيان بالمجهود الكبير والمسيرة الجادة من مختلف اللجان العاملة في ضاحية عبدالله السالم للوصول إلى اعتمادها كمدينة صحية على شبكة المدن الصحية الإقليمية.

وأشار إلى أن الصحة تعد ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة، مثمنا الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للشأن الصحي.

وتابع: "نحتفل اليوم بتتويج منطقة ضاحية عبدالله السالم لأن تكون مدينة صحية، ونعتبر أن يوم 22/2/2022 سيكون اليوم الكبير لأهالي الضاحية لأن تصبح مدينة صحية، وهو ما يدعونا للفخر والاعتزاز".

وأضاف مختار الضاحية أن وفد منظمة الصحة العالمية زار عددا من المرافق في الضاحية، واطلع على الخدمات المقدمة في المركز الصحي والمدارس والجمعية التعاونية والاتفاقات البيئية وغير ذلك.

وأبدى الوقيان سعادته الغامرة في حال حصول ضاحية عبدالله السالم على لقب مدينة صحية، لافتا إلى أن أهالي الضاحية ينتظرون بشغف هذا الحدث خلال الأيام القليلة المقبلة.

وثمن الجهود التي بذلتها اللجنة التنسيقية للوصول الى اعتماد المنطقة مدينة صحية، مشيرا إلى أن تعليمات المحافظ وتوجيهاته كانت الحافز الأكبر لهذا العمل.

التزام سياسي

من جهتها، أكدت مديرة إدارة صحة السكان في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية د. مها العدوي أن هناك التزاما سياسيا في الكويت على أعلى مستوى لتطبيق مبادرة المدن الصحية، لافتة إلى أن معظم المؤشرات والمعايير التي وضعتها المنظمة تم الأخذ بها.

وأكدت أن هناك التزاما مجتمعيا وعملا جماعيا من أجل الحفاظ على صحة الإنسان في الكويت، موضحة أن مؤشرات تطبيق المبادرة في الكويت قوية جدا، وأن الفرق العاملة لديها شغف ورغبة كبيرة في العمل الجماعي من أجل رفاه وصحة الإنسان.

وأضافت أن ما رأته من مؤشرات في منطقة عبدالله السالم سيتوج بحصولها على المدينة الصحية، لافتة إلى أن كل الأدلة تؤكد أن الضاحية تستحق لقب مدينة صحية.

وأبدت د. مها العدوي سعادتها الغامرة بما رأته من مؤشرات إيجابية في ضاحية عبدالله السالم، لافتة إلى أن برنامج المدن الصحية يوضح ماهية الصحة بمفهومها الشامل والمتضمن الصحة الجسدية والنفسية والخدمات البيئية وغيرها من المؤشرات الأخرى.

من جانبها، أكدت رئيسة دائرة المبادرات المجتمعية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية د. سمر الفقي أنها تؤيد وجود الشبكة الوطنية الكويتية للمدن الصحية.

ودعت الفقي إلى ضرورة عمل محافظة صحية والاستفادة من تجارب المدن الصحية في مدن كاليرموك والضاحية والشامية والعديلية والسرة.

وأشارت إلى وجود حماس كبير من المختارين تجاه المدن الصحية وهو ما لمسته في مختار منطقة عبدالله السالم ومختار الشامية، إلى جانب الحماس الكبير من جانب منسقي المناطق وسعيهم الكبير بالتعاون مع وزارة الصحة لأن تكون مناطقهم مدنا صحيا.

بدورها، أكدت رئيسة مكتب المدن الصحية في ضاحية عبدالله السالم د. إيمان أبا حسين أن فريق مكتب المدن الصحية في الضاحية لمس تعاونا كبيرا مع وزارات وهيئات الدولة في الوصول بالضاحية لأن تكون مدينة صحية. وأشارت إلى أنها فخورة بكل أعضاء الفريق، متمنية استمرار العمل لتحقيق كل تطلعات أهالي المنطقة.

حراك ومبادرات مجتمعية وبنى تحتية مارس

أكد الخبير الاستراتيجي للمدن الصحية بمنظمة الصحة العالمية مدير منطقة الأحمدي الصحية د. أحمد الشطي أن ضاحية عبدالله السالم أكثر استعدادا للانضمام إلى مظلة المدن الصحية.

وأضاف أن وفد المنظمة كانت له زيارة قبل أقل من شهرين للضاحية، لافتا إلى أن ما رآه خلال الزيارة الأخيرة يثلج الصدر.

وأشار الشطي إلى أن الكويت ثرية بالحراك المجتمعي والبنى التحتية والمبادرات المجتمعية، وأنه من أصل 80 مؤشرا و9 محاور يمكن القول إن الكويت تتمتع على الأقل بـ65 من هذه المحاور.

وأوضح أن المدن الصحية مبادرة مجتمعية تتكامل مع كل الخدمات الموجودة لتعزيز الصحة، مؤكدا أن الكويت تتمتع بأفضل البنى التحتية فيما يخص الرعاية الصحية الأولية، حيث يمكن الوصول الى أي مركز صحي في وقت يتراوح بين 7 و10 دقائق، ومدعمة بمستشفيات عامة ومراكز تخصصية، كما تتمتع بمستوى عال من التعليم، حيث أن نسبة الأمية لا تتعدى 1%.

● عادل سامي